Wednesday 24 October 2012

قصة مزعجة قرأتها هذا الصباح في صحيفة "ميترو" اللندنية مفادها أن شاباً عربيا" مغتربا" في الثامنة والعشرين من عمره حكمت عليه محكمة سويدية بالسجن ثمانية عشر شهراً وبغرامة مقدارها 1200 جنيه استرليني وبالترحيل بعد انتهاء مدة حبسه وذلك لأنه، وباعترافه، سرق مواطناً وقع على سكة ميترو ستوكهولم وتركه ملقى إلى أن داهمه قطار ففقد على إثر ذلك إحدى قدميه. تصوروا لو أن هذا الشاب أنقذ المواطن السويدي بدلاً من أن يسرقه ويتركه ليدوسه القطار، كم كان عمله سيكون مقدراً وبطولياً مقارنة بما أقدم عليه من فعل خسيس. وتصوروا كم يسيء أمثال هؤلاء لصورة العرب والمسلمين في الغرب. ولكم أن تتصوروا دور مثل هذه المسالك المنحرفة في توفير مادة للعنصريين والكارهين للعروبة والإسلام في بلاد الغرب ليرتكزوا عليها في هجومهم علينا في وسائل الإعلام ومحافل الرأي وصناعة القرار 

Friday 20 April 2012

انطباعات عن مقابلة الدكتور موسى مع صحيفة The Forward اليهودية الأمريكية الأسبوعية:



١) هذه أول مقابلة يعطيها مسؤول رفيع المستوى في حركة حماس لصحيفة يهودية واسعة الانتشار، وكأنه بذلك يقصد مخاطبة يهود أمريكا الذين تعتمد عليهم إسرائيل اعتماداً أساسياً في ضمان موقف مؤيد بشكل شبه مطلق من الساسة الأمريكان للكيان الصهيوني. وهي خطوة جريئة، ومحمودة، إذ أن حماس كانت مقصرة في إيصال وجهة نظرها للرأي العام المخاصم لها. فجزء من هذا الرأي العام يمكن التأثير عليه لو تمكنا من الوصول إليه، وعلينا أن نسعى. 

٢) تعليقات الصحافة الإسرائيلية على المقابلة تركز على أن الدكتور موسى بدا أكثر تشدداً تجاه إسرائيل من خالد مشعل. إلا أن الصحفي الذي أجرى المقابلة واسمه Larry Cohler-Esses يقول إن الانطباع الذي تشكل عن تصريحات خالد مشعل بشأن الانتقال إلى المقاومة الشعبية السلمية كان انطباعاً خاطئاً ساهم فيه مراسل مجلة تايم الأمريكية Karl Vick الذي اجتزأ تصريحاً لخالد مشعل حول "المقاومة الشعبية السلمية" وذلك في مقال نشر لهذا المراسل يوم ٦ فبراير ٢٠١٢عن لقاء القاهرة الذي عقد في نوفمبر ٢٠١١ بين فتح وحماس. والذي حصل أن مراسل تايم حذف من تصريح مشعل عبارة تؤكد تمسك حماس بحقها في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة بما في ذلك المقاومة المسلحة. 

٣) في هذه المقابلة يؤكد موسى أبو مرزوق أن حماس لا تعترف بإسرائيل ولذلك فإن أي اتفاقية تبرمها السلطة مع إسرائيل ستحولها حماس في حالة ما لو أصبحت هي الحكومة في الضفة والقطاع إلى هدنة، ويذكر أن موسى أبو مرزوق كان من أول المنظرين للهدنة عام ١٩٩٤. ومن الجيد أن تعود قضية الهدنة إلى السطح في خطاب حركة حماس لأنها الحد الأدنى المقبول في أي كلام عن العلاقة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني. والهدنة هي المعادلة التي يمكن بموجبها الحديث عن تسوية لا تتضمن الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني على أي جزء من فلسطين. 

٤) يؤكد موسى أبو مرزوق على أن الموقف الرسمي لحركة حماس هو عدم استهداف المدنيين، ويرى أن من يعبر عن موقف غير هذا داخل حماس فهو يعبر عن موقف شخصي. ولاشك أن هذه القضية غير واضحة في خطاب حركة حماس الموجه للرأي العام العالمي رغم أن التصريح بذلك منسوب إلى أكثر من قيادي في الحركة. 

٥) فيما يتعلق بالميثاق، يقول الدكتور موسى إن كثيراً من سياسات الحركة اليوم يعارضها الميثاق، ولذلك لا ينبغي الحكم على حماس من خلال الميثاق. ويؤكد بأن كثيرين داخل الحركة يطالبون بإعادة كتابة الميثاق. وأنا موقفي الشخصي أن الميثاق لم يفد حماس بشيء يذكر بل أضر بها كثيراً منذ صدر وكان ينبغي أن يستجمع قادة حماس الشجاعة لإعادة كتابته وتنقيته مما شابه من أخطاء سياسية وتاريخية ومنهجية. 

٦) يؤكد الدكتور موسى بأن الخصومة ليست مع اليهود كأتباع ديانة أو كقوم، وإنما مع الذين اعتدوا علينا وشردونا من ديارنا. وهذه قضية تحدث فيها قياديو حماس مراراً وتكراراً، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، إلا أن ما ورد في الميثاق من كلام عن اليهود دون تمييز ومن استدلال ببروتوكولات حكماء صهيون كان ينتقص من صدقية التصريحات الصادرة عن حركة حماس بهذا الشأن. 

٧) الصحفي الذي أجرى المقابلة لم ينشرها في صيغة س/ج وإنما في صيغة تقرير تضمنه بعض من السيرة الذاتية للدكتور موسى واستدلالات بآراء عدد من الخبراء وكذلك عدد من الإسرائيليين بشأن ما ورد في المقابلة من مواقف وتصريحات للدكتور موسى

٨) هذه الصحيفة هي أهم صحيفة يهودية أسبوعية في أمريكا وكانت قد صدرت لأول مرة بلغة الييديش (اللغة التي يتكلمها يهود أوروبا الشرقية) عام ١٨٩٧ وكان توجهها يسارياً وهدفها الدفاع عن العمال والاتحادات النقابية. 

Wednesday 11 April 2012

ما بعد إعلان الدوحة بين حماس وعباس



توسط القطريون مشكورين بين فتح وحماس بهدف تسريع إجراءات المصالحة. وقد تمخضت هذه الوساطة عن إعلان الدوحة، الذي وافق بموجبه الأخ خالد مشعل على أن يشكل محمود عباس حكومة انتقالية تمهد للانتخابات. إلا أن هذا الاتفاق قوبل من أوساط حركة حماس في غزة والضفة وفي المهجر بامتعاض واستياء شديدين، وعبر عدد غير قليل من رموز الحركة ونشطائها عن رفضهم له، مما ولد أزمة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحركة منذ نشأتها، كان من الممكن أن تكون لها تداعيات خطيرة لولا مسارعة القادة إلى لملمة الموضوع وإيقاف الجدل حوله في وسائل الإعلام وفي المنتديات العامة، رغم استمراره في داخل أوساط الحركة في الداخل والخارج. 

لعل أكثر ما أزعج أوساط حماس في هذا الاتفاق أنه جاء مفاجئاً لهم، ولم يسبقه، كما جرت العادة، مشاورات بين الإخوة في المواقع القيادية. بل اجتهد فيه الأخ خالد مشعل ما ظن أنه من صلاحياته كرئيس للمكتب السياسي في ظرف قدر فيه أن مثل هذا الإجراء يخدم الصالح العام. كما أزعجهم أنه يأتي في وقت ما كان ينبغي من وجهة نظرهم أن تبادر حماس إلى إنتشال محمود عباس في زمن الربيع العربي من مأزقه الناجم عن فقدانه بعض أهم حلفائه إثر تساقط رموز عهود الظلم والاستبداد والعمالة في تونس ومصر. يرى المعارضون لإعلان الدوحة داخل حماس بأن الاتفاق بين مشعل وعباس يكرس عباس زعيماً للفلسطينيين وهو لا يستحق ذلك، ويجمع له كافة الصلاحيات والرئاسات محولاً إياه إلى حاكم مطلق، بينما لا تحصل حماس على أي ضمانة بتخفيف الحصار عنها سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. 

إلا أنه حفاظاً على وحدة الحركة، وللحيلولة دون أن يتحول الخلاف حول هذا الموضوع إلى شقاق وانشقاق، فقد آثر الإخوة في حماس الخروج على الرأي العام بتوافق على إقرار ما اجتهده الأخ خالد مشعل، آملين أن يتمكنوا من تحسين مواصفات الاتفاق بينه وبين محمود عباس. ولعل هذا ما جعل عباس ومن حوله من بطانة يوجهون أصابع الاتهام إلى حماس بأنها استنكفت وتراجعت عما تعهد به رئيسها. 

في المقابل، هناك شعور داخل حماس بأن عباس غير جاد، وبأنه إنما يستغل ظروف حماس لتحسين ظروفه  الدولية والإقليمية، وبشكل خاص لإقناع الإسرائيليين وحلفائهم بأنه يحقق نجاحاً في احتواء حماس لصالح عملية السلام. 

كما يرى عدد غير قليل من منتسبي حماس في غزة والضفة الغربية وفي الخارج بأنه يستحيل إحسان الظن بالسلطة وبرئيسها قبل انفراج الأوضاع في الضفة الغربية وتخفيف الحصار عن قطاع غزة. ولدى قادة حماس في غزة قناعة راسخة بأن الحصار على غزة إنما يشدده المصريون بطلب من عباس، بحجة أن جماعة غزة متطرفون وبأنه لابد من الضغط عليهم ليقبلوا بما قبل به خالد مشعل. ولعل مما عزز هذه القناعة تسرب معلومات بأن عباس في لقاءاته مع بعض المسؤولين العرب والأجانب بات يتحدث عن تيارين في حماس، تيار معتدل بقيادة مشعل ينبغي أن يعزز ويساعد، وتيار متطرف بقيادة جماعة غزة ينبغي أن يشدد عليه الحصار حتى يستجيب ويعتدل.  

ومع ذلك، فإن قادة حماس في الداخل والخارج، وحرصاً منهم على ألا يكونوا هم العائق أمام مصالحة فلسطينية تعود بالنفع على الفلسطينيين عامة وتدفع بقضيتهم إلى الأمام، لم يفتآوا يعلنون التزامهم بالتوجه نحو المصالحة، إلا أنهم يرون أنها يستحيل أن تتحقق المصالحة على أرض الواقع ما لم تقدم السلطة في رام الله على اتخاذ خطوت محددة لإبداء حسن النية تجاه حماس. ومما تسمعه من قادة حماس في اللقاءات الخاصة مجموعة من المطالب، لا تغادر بمجملها الخطوات التالية:

١) إطلاق سراح معتقلي حماس عند سلطة رام الله، وهم الذين لم يعتقلوا إلا لانتمائهم الحركي، فهم معتقلون سياسيون. 

٢) وقف الاستدعاءات، وهي إجراءات معيقة ومزعجة، تنال من قدرة المستدعى للتحقيق على إنجاز أي عمل سواء كان طالب دراسة أو موظفاً أو تاجراً أو  يشغل غير ذلك من المهن. والاستدعاء يقصد منه التعطيل، لأن المستدعى يطلب منه الانتظار في مركز الاستدعاء طيلة النهار، لا يدري ما الذي سيحصل معه، ثم في نهاية اليوم يصرف، ويقال له لا حاجة لنا بك اليوم، وقد يتكرر استدعاؤه مرات ومرات للضغط عليه وإلجائه إلى القيام بعمل ما أو التوقف عن نشاط ما. وقد يتكبد بسبب الاستدعاء في يومه ذاك خسارة كبيرة، كأن يفوته اختبار، أو انعقاد جلسة في محكمة، أو موعد في عيادة، أو غير ذلك من الالتزامات. 

٣) رفع اليد عن مؤسسات المجتمع المدني التي يقوم عليها أشخاص منتسبون لحماس أو متعاطفون معها. فقد سلكت سلطة رام الله استراتيجية تجفيف الينابيع التي كان ينهجها نظام بن علي في تونس من خلال تعطيل عمل عدد كبير من مؤسسات الخدمة الاجتماعية والثقافية، وكذا الجمعيات النسوية، والمراكز الدعوية. 

٤) التوقف عن فصل الناس من العمل في المؤسسات الرسمية بسبب انتسابهم الحركي أو انتمائهم الفكري. وقد ذهب ضحية هذه السياسة المئات من المتعاطفين مع حماس أو المنتسبين إليها. 

٥) التراجع والتوقف تماماً عن سياسة المسح الأمني، التي تعني مطالبة كل صاحب مصلحة بأن يحصل على شهادة حسن سلوك من الأجهزة الأمنية وإلا فإن مصلحته تعطل، مثل السفر أو التوظيف أو الدراسة. والأجهزة الأمنية تمتنع في العادة عن منح مثل هذه الشهادة لكل من يشك في دعمه أو تعاطفه أو انتسابه لحركة حماس. 

٦) التوقف عن مطالبة السلطة في مصر بتضييق الخناق على قطاع غزة، فأزمة الوقود الأخيرة كان لعباس وسلطة رام الله دور أساسي فيها بهدف الضغط على حكومة حماس لإبداء مرونة وإعطاء تنازلات. 

٧) التوقف عن التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، إذ كيف يعقل أن تكون مصالحة وتفاهم، بينما أجهزة السلطة الأمنية في رام الله تمد الإسرائيليين بالمعلومات أولاً بأول وتساعدهم في ملاحقة النشطاء واعتقالهم. بل إن التنسيق الأمني يصل في كثير من الأوقات إلى تبادل الأدوار مع الإسرائيليين في التضيق على نشطاء وأنصار حماس في الضفة الغربية. 

Thursday 5 April 2012

الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري



خلاصة ما قلته اليوم في كلمتي في المؤتمر الصحفي حول انطلاقة الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري، وكانت نزولاً عند رغبة المنظمين للمؤتمر باللغة الإنجليزية:

تأتي هذه الحملة بهدف توعية الرأي العام العالمي ليس فقط بما يجري يومياً من بطش داخل سوريا وإنما أيضاً بجذور هذا الصراع الذي تدور رحاه في أرجاء الوطن السوري. وذلك أن آلة جبارة من الإعلام المعادي للشعب السوري وثورته، تدعمها الدول الحليفة لنظام بشار وعلى رأسها إيران وروسيا، تسعى إلى تصوير ما يجري على أنه مؤامرة خارجية على نظام وطني ثوري، بينما الحقيقة هي أن الأحداث بدأت حينما رد النظام ببطش لا مثيل له على مطالبات سلمية وعفوية وطبيعية باحترام حق الإنسان السوري في العيش بكرامة. فكما أن أهل تونس كان من حقهم أن يثوروا من أجل كرامتهم وحريتهم، وكذا أهل مصر واليمن وليبيا، فإن من حق الشعب السوري أن يثور في وجه الظلم والطغيان

وأنهيت مداخلتي بالإشارة إلى أن الحملات العالمية المؤيدة لقضايا العدل والحرية تساهم في تغيير المواقف، وتشكل عوامل ضغط على صناع القرار الذين لهم في العادة حساباتهم الخاصة ضمن معادلة المكاسب والمخاسر. فمع يقيني بأن دوائر صنع القرار في العالم الغربي متعاطفة مع الشعب في سوريا إلا أن شللاً يطغى على مستوى المبادرة. ولعل الحملة العالمية تسهم في الضغط باتجاه قرارات دولية جريئة ترجح الكفة لصالح الشعب السوري

Tuesday 20 March 2012

زيارة غزة: ملاحظات وانطباعات

هناك سياسة متعمدة من قبل الأجهزة الأمنية المصرية لتعذيب الناس في معبر رفح المصري وإشعارهم بأنهم دون مستوى الكرامة والاحترام. وإلا، لماذا يمر الإنسان من مطار القاهرة خلال دقائق ولكن لا يمر من معبر رفح المصري قبل ساعات طويلة من الانتظار؟ رغم أن قافلتنا كانت مجازة وأسماؤنا وصور جوازاتنا موجودة لديهم مسبقاً، وحصل التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية، إلا أننا انتظرنا أربع ساعات في طريق العودة. أجهزة مبارك ما تزال هي التي تدير الأمور الأمنية في مصر. ولن تنهض مصر قبل أن تنظف أجهزتها من هذه الخمة.

 السلطات المصرية تصر على إبقاء غزة في حالة احتلال، رغم أن غزة تحررت تماماً رغم الحصار المفروض عليها. وإلا لماذا تظل العملة الإسرائيلية هي العملة الرسمية المتداولة في قطاع غزة؟ لماذا لا يصبح الجنيه المصري هو المتداول؟ أليس مصر أحق بغزة من إسرائيل؟ تشكل غزة قوة شرائية هائلة يمكن أن يستفيد منها الاقتصاد المصري، إلا أن فلول نظام مبارك المتنفذة لا تفكر لا بمصلحة مصر ولا بمصلحة فلسطين. وعلى الإخوان المسلمين أن يضعوا ذلك نصب أعينهم. ليس المطلوب الآن شن حرب لتحرير حيفا ويافا واللد وصفد والقدس وبئر السبع وكل ما اغتصب من فلسطين، وإنما المطلوب على الأقل أن ترفع المعاناة عن أهل القطاع، ولن يكلف ذلك مصر شيئاً، بل سيعود عليها بفوائد جمة.

غزة بلاد جميلة، ولديها ساحل في غاية الروعة، وتربتها خصبة، وفرص الاستثمار فيها كبيرة جداً. وشعبها مبدع بكل ما تعنيه الكلمة. فأين أثرياء العرب والمسلمين؟ أهل غزة لا يريدون الصدقات، وإنما فرص العمل في مختلف ميادين الإنتاج. جامعات غزة ومعاهدها تخرج كل عام الآلاف من حملة المؤهلات العلمية والمهنية، ودول الخليج والجزيرة العربية بحاجة ماسة إلى أمثالهم، وكان ينبغي أن تكون لهم الأولوية في التوظيف، إلا أن الحصار، والقيود بمخلتف أنواعها، تحول دون الاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم. لماذا لا تنهي مصر الحصار من طرفها؟ ولماذا لا يتخذ قرار على مستوى جامعة الدول العربية ومؤتمر التعاون الإسلامي برفع القيود عن حركة البشر والأموال والبضائع في كلا الاتجاهين بين غزة ومصر؟ أم أن المقصود هو إعانة الإسرائيليين على إبقاء غزة في الأصفاد تحت حجج واهية، أوهى من بيوت العناكب؟



Why Reconciliation stands no chance?

A Fatah official was quoted yesterday by the world media as claiming he had information that Iran paid Hamas in order for the latter to undermine reconciliation efforts. In fact, the failure of Palestinian reconciliation has nothing to do with Iran or with the sources of Hamas funding. Nothing Fatah or the Ramallah based PNA do is conducive to national reconciliation between Hamas and Fatah. Consider for example the following:
1) There is a huge fifth column inside the Gaza Strip created and maintained by Fatah and the Ramallah based PNA. The primary function of this column, in exchange for being paid good salaries from donor countries funding, is to stay away from work and engage in a psychological warfare against Hamas and its Gaza authority.
2) The fuel and electricity crisis in Gaza is the outcome of two main actions taken by Abbas and his U.S.-appointed prime minister Salam Fayyad:
a- Fayyad persuaded the European Union to stop paying Israel for fuel supplies to the Gaza power plant claiming that this was the responsibility of his government who should be paid instead to do the job. The Europeans diverted the money to Ramallah. As a consequence Israel stopped the supplies insisting it would only resume them once Hamas paid for them.
b - Mahmud Abbas recently visited Cairo and agreed with Tantawi, the head of Egypt's military council, to stop power and fuel supplies to Gaza as a means of pressuring Hamas in Gaza to stop hindering reconciliation efforts and pursue measures allegedly agreed upon earlier in Cairo and Doha.
3) The Ramallah run Preventive Force in the West Bank is continuing security cooperation and coordination with the Israelis. The main aim is to prevent Hamas from ever resurfacing in the West Bank. To date, Hamas activists and sympathisers continue to be hunted and detained by both Abbas-Fayyad security apparatus in the West Bank and Israel's security agencies whose job has been made so easy thanks to the collaboration of the PNA in Ramallah and Fatah in the West Bank. 

لماذا المصالحة متعثرة، بل وتكاد تكون مستحيلة؟


نقلت وسائل الإعلام أمس عن مصدر فتحاوي أن حماس أعرضت عن المصالحة بسبب رشوة إيرانية. والحقيقة أن المصالحة متعثرة لأسباب لا علاقة لها بإيران ولا بتمويل حماس. خذ على سبيل المثال: ١) طابور خامس هائل في غزة تموله فتح وسلطة رام الله من أموال الداعمين الدوليين حتى لا ينأى أفراده بأنفسهم عن أداء مهامهم الوظيفية والانهماك في نشر الشائعات وشن الحرب النفسية ضد حماس. ٢) أزمة الكهرباء والوقود في غزة منشؤها: أ- إقناع سلام فياض للاتحاد الأوروبي بتحويل منحة الوقود التي كانت تدفع لإسرائيل مقابل تزويد محطة كهرباء غزة إلى سلطة رام الله بحجة أنها هي المسؤولة عن تزويد القطاع بالوقود، فتوقفت إسرائيل عن ضخ النفط إلا إذا دفعت حكومة حماس ثمنه. ب - محمود عباس يقنع رئيس المجلس العسكري المصري طنطاوي في القاهرة بأن جماعة حماس في غزة يتفلتون من التزامات المصالحة ولابد من الضغط عليهم ليدخلوا بيت الطاعة، ووسيلة الضغط هي منع الكهرباء والوقود عنهم. ٣) مازال الجهاز الأمني المتصهين في الضفة الغربية والمعروف بالوقائي ينسق مع الإسرائيليين ويوفر لهم كل أشكال الحماية ويثبت لهم إخلاصه من خلال  التننكيل اليومي بكل متعاطف مع حماس أو منتم لها وضمان عدم تمكن الحركة من إعادة بناء نفسها في الضفة الغربية.

Monday 12 March 2012

عامر أبو سرحان الذي عنه كتبت اليوم أقابل

قبل قليل في غزة قابلت شخصاً ذكرته في كتابي عن حركة حماس لم يكن يخطر ببالي يوماً أن أقابله، فما كان يظن كثير من الناس إمكانية خروجه من المعتقل الإسرائيلي بعد أن تلقى من الأحكام ما تنوء بحمله أمة بأسرها. إنه عامر أبو سرحان مفجر حرب السكاكين في الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وهذا ما كتبته عنه في كتابي "حماس فصول لم تكتب":


It took more than just a restructuring effort to revive Hamas' military effort. The Israelis, of course unwittingly, contributed a big share to the effort. While conditions for the Palestinians were getting worse every day, on 8 October 1990 twenty two Palestinians were killed and more than two hundred were wounded when Israeli troops stormed into the Al-Haram Al-Sharif (Al-Aqsa Mosque compound) in Jerusalem and opened fire on Muslim worshippers who gathered inside the Al-Haram to foil a plot by a group of Jewish extremists known as “Temple Mount Faithful,”[1] to lay a cornerstone of the Third Temple. Infuriated by the news of the massacre Amir Sa’ud Abu Sarhan, who was said to be close to Hamas, stabbed several Israelis in Jerusalem killing three and wounding a fourth; he launched what had become known as the ‘war of the knives’. What broke the camel’s back for the Israelis was a subsequent knife attack on Israelis working in an aluminum factory in Jaffa on 14 December 1990 by two Arabs from Gaza who had crossed the Green Line earlier on the day. The attackers, Marwan Al-Zayigh and Ashraf Al-Ba’luji, left on the wall of the factory a declaration of responsibility in the name of Hamas stating that it was meant to commemorate the second anniversary of the birth of the movement. They managed to escape and went hiding; they became the first to establish the phenomenon of al-mutaradun (those under pursuit). They were soon to be joined by hundreds of Palestinian young men wanted by the Israelis for a variety of terrorism charges ranging from stone throwing to murder.


[1] Temple Mount and Land of Israel Faithful Movement was established in 1967. It was founded and is led by Gershon Salomon, a former officer of the Israel Defense Force, who claims that he heard the voice of God speaking to him and calling him to continue the work for the redemption of the people of Israel. This, he believes, was a divine call to consecrate himself to the work of the Temple Mount.

Wednesday 22 February 2012

الأمن الوقائي الصهيوفلسطيني

الرسالة التالية كتبتها السيدة علا ادعيس زوجة المعتقل السياسي رائد الشرباتي في سجن الأمن الوقائي:

الحمد لله على كل حال ...
كان اليوم موعد محكمة زوجي رائد الشرباتي ...
وللاسف أحضر الى المحكمة في حالة متعبة ...
وأثناء المداولة وجهت له تهمة محددة ...
وهي توزيع كوبونات في العيد على أهالي الأسرى لدى الاحتلال ...
كنت أسمع ولا أصدق ما يدور ...
حقا ما سمعت ... المتهم يساعد أهالي الأسرى لدى الاحتلال... 
ونطقها المدعي العام وبكل صراحة لا حياء في ذلك ...
وقدم المحامي مجموعة وافرة من التقارير الطبية التي تصف حالة زوجي بوضوح ... وأن التهمة الموجه أليه هي سياسية بحته ...
وكأن القاضي لا يسمع ... 
ولم يسمح لزوجي بالحديث أو الدفاع عن نفسه ...
ومن ثم نطق بالتمديد له لأسبوع اخر قيد التحقيق ...
وقد أغمي على زوجي بعد الحكم وفقد الوعي ...
وقام بحمله رجال الأمن ...
وطالبت المدعيه بأخراجه كمن يأمر باخراج قطة من القاعة بكل برود واستهتار بمشاعرنا أمام هذا المشهد المرعب...
وقد تم نقل زوجي للمشفى ... 
ولم يسمح لنا برؤيته هناك ... 
وتلقينا لاحقا تطمينات بأنه بوضع افضل ...
وأحمل شخصيا جهاز الأمن الوقائي المسؤولية عن حياة زوجي وصحته...
ونحن لا نشعر مطلقا بالأطمئنان على صحته وحياته بعد ما حصل معه اليوم أمام أعيننا وأعين الناس ... 
وأقول للمدعيه التي لم تسمح لنا بالحديث معه بعد وقوعه بالمحكمة ...
وهي بررت ذلك بخوفها على مشاعر المريض من تأثيرنا !!!!
يا للعجب ... هل أصبحتم من يقرر تأثيرنا السلبي على زوجي فيما لو ساعدناه ...
قمة اللاأنسانية ...قمة الاستهتار بالبشر وآدميتهم ...:(((
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل ...

Friday 10 February 2012

بيان من كبار علماء سوريا



وقع عليه كل من:
شيخ القراء كريم راجح, سارية عبد الكريم رفاعي, محمد راتب النابلسي, محمد هشام البرهاني...

((رسالة مفتوحة من علماء الشام، معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)) 

بعد صمت ألجئنا إليه, وتريث وترقب على أمل أن يكون القادم أفضل, وبعد سعينا وبكل جهدنا لأجل حقن الدماء وعدم تأزيم الأمور بالنصح والتوجيه، وجدنا أننا ما نزال نبتعد عن الحل السديد باستمرار الحل الأمني وتصعيده عسكريا, حتى غدت معه سوريا التي كانت موئل الأمة العربية والإسلامية وملجأهما، تحترق وتلتهمها نيران بعض من أبنائها وهي تمضي الآن إلى المجهول...! 
لذلك فإننا معشر علماء الشام وأهل هذا الوطن السوري الحبيب, ومن واقع مسؤوليتنا والأمانة التي حملناها نعلن ما يلي: 
أولاً: نترحم على أرواح شهدائنا، ونعزي أهلهم، وندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للمعتقلين... 
ثانياً: نبرأ إلى الله تعالى من هذه الدماء التي تهراق على أرض محافظاتنا السورية، ونحذر من أثر ذلك على مستقبل الوطن ووحدته... 
ثالثاً: نطالب جيشنا العربي السوري _ ضباطاً ومجندين _ بعدم المشاركة في القتل، وقصف المدن، والأحياء، مهما كانت الأسباب والذرائع، فالقتل من أكبر الكبائر عند الله تعالى، ولا يحل في كل الشرائع والقوانين، ولا يحل الأمر به أو الاستجابة لمن يأمر به، بل إنه من أعان على قتل امرئ مسلم، ولو بشطر كلمة، لقي الله مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله...! 
رابعاً: نطالب بإتاحة المجال للإغاثة، والإسعاف، ومد يد العون لمن يحتاج، وعدم عرقلة ذلك...! 
خامساً: ندعو أهل سوريا جميعاً، إلى وجوب التلاحم والتكاتف والتراحم، وتقديم ما يستطيعونه من دواء وغذاء وكساء وإيواء، إلى إخوانهم وأهلهم المتضررين دون أن يحال بينهم وبين ذلك... 
سادساً: نستنكر أي فعل يستهدف به أي شخص على خلفية طائفية، وظننا بشعبنا العربي السوري، ومن خلال تاريخنا المشرق في التعايش المشترك، أنه لا يساق إلى فتنة، أو حرب أهلية... 
وإلا... فاليوم جيش وغداً لا جيش... واليوم حكم وغدا لا حكم... غير أن سورية هي المنتصرة، والعاقبة للشعب، ولهذا الوطن، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز... 
دمشق 16 ربيع الأول 1433 ه الموافق ل 8 شباط 


Wednesday 8 February 2012

What the Syrian people want is what matters


Some of our leftist friends, like many of us, welcomed the launch of the Arab Spring in Tunisia and Egypt and celebrated like us the downfall of Ben Ali and Mubarak. But Syria has proven to be  different. Although in essence the Syrian people have the same motivations as their brethren before them in Tunisia and Egypt, our friends on the left seem to judge revolutions not on the basis of what the people aspire to see but on where the oppressive regimes stood on 'U.S. imperialism' and the question of Palestine. Before the Arab Spring Syria was part of the resistance axis as opposed to the pro-American moderation axis. It did not matter then that the regime in Syria oppressed the people and persecuted critics. It did not matter that Bashar's father and other family members butchered thousands in the city of Hamas alone in the early 1980s. Many of us went along with this indifference because the people in Syria did not seem to mind. Yet, when the Arab Spring arrived at Syria's door and the people of Syria joined in the Arab quest for freedom and dignity, it did not matter anymore where the regime stood in regional or international political alliances. The people had spoken; the people had risen and the people had decided not to be content anymore with less than freedom. 
Many of the leftists (and Arab nationalists) justify their support for Bashar's regime in claiming that Syria is facing an imperialist conspiracy of some sort. As usual, Israel and the USA are given much of the credit. The US and European statements of sympathy and support for the revolution are cited as evidence of foreign intervention. In fact the only effective intervention in Syria today is that of Russia, Iran and China who are keeping Bashar's regime alive. It is true that the United States is responsible for atrocities in many parts of the world and so is France and so is Britain as former and present colonial powers. Yet, why should the Syria people be denied the right to rise against oppression simply because the U.S., France, Britain and other Western countries express 'verbal' support for such a right? What about war crimes perpetrated by Russia during the times of the Soviet Union and before and after? What about the political, cultural and religious oppression of so many nations within the territories controlled by imperialist Russia and imperialist China?  
The facts are there for all to see. Bashar's regime is perpetrating horrific war crimes in Homs and in other cities and villages across Syria. The evidence is well documented thanks to Syrian young men and women who risk their lives in order to relay the cries of help by their loved ones to the rest of the world. Yet, some of our friends on the left are so obsessed with conspiracy to the extent that the claims of the regime in Syria that it is the victim of foreign intervention sounds more credible to them than the images of brutality we see day and night on our TV screens. 
My friends on the left will soon be disappointed. The Syrian people will win and Bshar's regime will be no more. 




ما يطمع به المستعمرون وما يطمع به السوريون


‫أعجب لمن يستدل في موقفه المؤيد لنظام بشار بما كان يصدر عن الدول الاستعمارية - ولازال - من ممارسات بشعة. إذا كانت فرنسا وبريطانيا وأمريكا بشعة في التعامل مع شعوب المستعمرات، فهل هذا يبرر السكوت على بشاعة ما يرتكبه نظام بشار الأسد في سوريا؟ هل أصبح المقياس الوحيد عند بعض الناس أن كل من تتكلم في حقه أمريكا وأوروبا بخير فهو عميل وكل من ينكرون عليه أفاعيله فهو بطل همام؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ألا تصلكم أخبار المذابح في حمص؟ ألم يصلكم نبأ ما ارتكبه جند بشار بأبناء الشعب السوري المظلوم؟ أم أن البعض أسير تحالفات الماضي التي عفا عليها الزمن؟
‫أمريكا قاتلة أبناء العراق وأفغانستان وداعمة الكيان الصهيوني متعاطفة (لفظاً) مع الشعب السوري، وروسيا التي ذبحت أبناء الشيشان واضطهدت شعوب الإسلام واحتلت ديارهم دهوراً طويلة وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بشرعية الكيان الصهيوني تدعم نظام بشار وتمده بالسلاح وتحميه في المحافل الدولية. هل نحكم بمواقف أمريكا على الشعب السوري أم بمواقف روسيا؟ وأما الصين فحدث ولا حرج، فكم اضطهدت شعوباً فرض عليها بالنار والحديد أن تخضع لسلطان الحزب الشيوعي الصيني الأفسد في العالم.
 ‫الذين يتعاطفون مع نظام بشار يتكلمون عن تدخل خارجي. تعالوا نعمل جردة حساب لنرى من هي أكثر الأطراف الخارجية تدخلاً ولصالح من. أعدوا لنا قائمة بمواقف روسيا وإيران والصين وحزب الله في مقابل مواقف قطر والسعودية ودول الخليج الأخرى والأردن وتركيا والمنظومة الغربية بأسرها. أرجح أن حجم تدخل روسيا وإيران وحلفاء بشار الآخرين يفوق ملايين المرات أي تدخل آخر. ولا أعتبر الموقف المشرف للجزيرة تدخلاً، بل هو أقل الواجب حتى يسمع العالم صوت الأنين في أحياء حمص ودرعا وباقي أنحاء القطر السوري الجريح. روسيا وإيران هما المتدخلتان باطلاً، وهما الشريكان في الجرم. عليهم من الله ما يستحقون.

لم تخيب آمالنا حكومة تونس


ما كان بإمكان حكومة اختارها الشعب التونسي بإرادة حرة إلا أن تقف مع الشعب السوري في نضاله للتحرر من نظام القهر والظلم والفساد المهيمن على سوريا منذ عقود. 
لكم أستغرب من الذين ينتقدون الحكومة التونسية لطردها سفير بشار الأسد في تونس. لا تملك تونس من القدرات العسكرية ما يمكنها من النفير لنصرة أهل سوريا، وإلا لكان واجباً عليها أن تفعل، فلا أقل من تعبير رمزي عن السخط على هذا النظام الذي يقتل شعباً عربياً مسلماً يقول "ربي الله"، يستنجد منذ شهور بمن حوله فلا يسمع إلا صدى آناته وصرخاته. 
تراودني شكوك بأن الذين سخطوا في تونس على الحكومة لموقفها النبيل ذاك إنما فعلوا ذلك لأسباب لا تتعلق بسوريا بقدر ما تتعلق بحسد وحقد على منافسين لهم في السياسة. إنها في ظني الرغبة الجامحة لديهم للاصطياد في كل ماء عكر، لأن الغيظ يأكل قلوبهم لما نجمت عنه انتخابات تونس الحرة من فوز للإسلاميين وتقهقر لأصحاب الرايات المنسوجة في بلاد الإمبرياليتين الرأسمالية والشيوعية، وكلا الإمبرياليتين عدو لدود يتربص بعروبتنا وإسلامنا الدوائر. بعض هؤلاء الساخطين على تضامن حكومة تونس مع شعب سوريا كان يمني نفسه بالفوز بثقة الشعب، فخاب وخسر، والبعض منهم إنما هو من فلول النظام الفاسد البائد الذي ثار عليه الشعب التونسي فخلعه. 
وليت حال سوريا كحال تونس، ينخلع فيها النظام بيسر وسهولة ولا يراق في سبيل ذلك الكثير من الدماء. إلا أن سوريا لها وضع مختلف تماماً، ونظام الحكم فيها فئوي طائفي أنفق ثروات الأمة السورية خلال العقود الأربعة الماضية على تحصين نفسه بآلة أمنية وعسكرية باطشة لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة. كنا نتمنى بالطبع ألا تطلق رصاصة واحدة في ثورة الشعب السوري، بل كنا نتمنى في البداية أن ينصاع النظام لمطالب الشعب التي كانت محدودة ومتواضعة في الأيام الأولى، إلا أن النظام أشعلها حرباً على الناس وعلى الأخلاق وعلى المروءة وعلى كل مقدس وعزيز.  
تمنى الشعب السوري على إخوانه العرب والمسلمين من حوله أن يهبوا لنصرته فوجدهم مشغولين كل في همه، وتمنى على المجتمع الدولي أن يهب لوضع حد لسفك الدماء وانتهاك الحرمات إلا أنه وجد المجتمع الدولي يفاوض ويقايض، ووجد الأمم المتحدة أعجز من أن يرجى منها خير.  
والله الذي لا إله إلا هو، لا نعذر بقعودنا عن نصرة المظلومين، ولا أقل من أن يرى الشعب السوري بعض تضامن وتعاطف من الأقطار الشقيقة التي سبقته بالثورة؟ 
لم تخيب أملنا حكومة تونس، بل كانت على مستوى المسؤولية، ونأمل ألا تخيب آمالنا شعوب العرب من المحيط إلى الخليج في الإلحاح على حكوماتها، خاصة المنتخبة ديمقراطياً من قبلها، بأن تعمل ما في وسعها لنجدة المظلومين في الشام. 

Monday 6 February 2012

الحقيقة التي ليس لها من اسمها نصيب

 وصلني اليوم من أحد الأصدقاء سؤال عبر تويتر، نصه: أخ عزام هل صحيح ما نشرته "الحقيقة" عن مقابلة (لم تبث) أجرتها الحوار مع الشيخ راشد الغنوشي يقر فيها بتسلمه مبلغا كبيرا من قطر؟
أجبت صديقي: ولماذا لا ننشرها لو أجريناها معه؟ وأتمنى فعلاً أن يكون خبر تلقي الشيخ راشد دعماً من قطر صحيحاً، فدعم تونس الآن واجب.
عاد وسألني: هل اطلعت على الخبر "وكان الغنوشي اعترف في تسجيل مرئي لم يبث ، اطلعت عليه "الحقيقة" في مكاتب قناة "الحوار" الإسلامية في لندن".
رددت على صديقي: لم أطلع على الخبر، وأستغرب أن هذه الحقيقة اطلعت على التسجيل المرئي الذي لم أسمع به وأنا رئيس التحرير في القناة.
بحثت في النيت عن الخبر فوجدته منقولاً في بعض المواقع المناهضة لحركة النهضة وعدد من المواقع الكارهة للإسلاميين بشكل عام، وكل هذه المواقع تنسب القول لشيء اسمه الحقيقة، ولم أتمكن حتى لحظة كتابة هذا النص من إيجاد مصدر الخبر الأصلي، ولم أعثر على موقع "الحقيقة" الذي افترضت أن يكون الخبر منقولاً عنه.  
الخبر الخاص بالشيخ راشد الغنوشي عار عن الصحة، ولم يحصل بتاتاً أن أجرينا معه مقابلة ولم نبثها، ولم يحصل إطلاقاً أن صرح الشيخ راشد بمثل هذا الكلام الذي يقصد منه المفترون الإساءة إلى الشيخ وترسيخ فكرة أن دولة قطر تدير مؤامرة كبرى ضد الأمة العربية بالتعاون مع الصهاينة. هذا مع قناعتي بأن تلقي أموال من حكومات عربية أو إسلامية متعاطفة تمكن النظام الجديد في تونس من إعادة ترتيب أوضاع البلاد بعد تخلصها من نظام بن علي لا شيء فيه على الإطلاق، بل هو حق للمتلقي وواجب يشكر عليه المتبرع. ليس لدي أدنى شك بأن الذين يروجون لفكرة أن دولة قطر جزء من مؤامرة كبرى إنما يفعلون ذلك إما جهلاً وعجزاً عن تفسير الأحداث أو مكراً ولؤماً لأنهم ساءهم التحولات التي تجري في المنطقة العربية والتي تطيح بأنظمة الطغاة والمجرمين الواحد تلو الآخر، تلك الأحداث التي تميزت قطر عن غيرها بلعب دور إيجابي فيها منسجم مع تطلعات وآمال الشعوب المقهورة في عالمنا العربي. 
من الملفت أن هذا الخبر روج له المغرضون ضمن هجوم بشع على الشيخ راشد الغنوشي بعد زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بحجج مختلفة. لاشك أن من حق كل مراقب أن ينقد الشيخ راشد وإخوانه في تونس إذا اعتبرهم غير موفقين في رأي أو فعل أو اجتهاد ما، فهم ليسوا معصومين، لكن الذي لا ينبغي السكوت عنه، ناهيك عن التورط فيه، هو شن الحملات المحمومة للنيل من هذا الرجل المناضل ومن إخوانه في حركة النهضة وللتشكيك في عروبتهم وإسلامهم. ينبغي التنبه لمثل هذا المكر وتجنب الوقوع في حبائل آصحابه. 

تذكرت وأنا أبحث في النيت عن الموضوع المذكور أعلاه تقريراً مفترى كان أرسله لي صديق آخر قبل أسابيع، نقلاً عن "الحقيقة" أيضاً - ولا أدري إن كانت نفس الحقيقة أم غيرها - مفاده أن الحقيقة حصلت على معلومات من مصادرها بأن عزام التميمي أسس قناة سوريا الشعب بالتعاون مع المخابرات الأردنية، مع العلم أن المخابرات الأردنية كانت خلال الأسابيع الأولى لتأسيس القناة تمنع بعض الشخصيات السورية الإخوانية البارزة المقيمة في الأردن من المشاركة في برامج القناة بل وتهدد بطردهم إن شاركوا. 
المحزن في الموضوع أن كلمة "الحقيقة" تدنس بشكل بشع من قبل من لا ضمير لهم ولا مروءة ولا دين بهدف الترويج لأكاذيب وافتراءات، لو جاء نشرها من خلال موقع يتسمى بأي شيء آخر سوى الحقيقة لكانت المصيبة أخف. لا يخفى على ذي لب أن الكاذبين الملفقين إنما اختاروا اسم الحقيقة ظناً منهم أنه سيسهم في إقناع المتلقين بصدقية ما يفترون. 
ولذلك فإنني أحث مستخدمي التويتر والفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنيت أن يمحصوا قبل أن ينقلوا وأن يتحروا قبل أن ينسبوا، فكل غث وسمين يمكن بثه عبر الإنترنيت فينتشر بين الناس كانتشار النار في الهشيم، وأصحاب الأهواء لا يبالون بالكذب والافتراء لخدمة أهوائهم، فلا تقوى تردعهم ولا مروءة تمنعهم. 


Friday 3 February 2012

أيها الرجال، إياكم والنزوات واحذروا غضب النساء




استقال اليوم واحد من أهم وزراء حكومة الائتلاف البريطانية وأبرز شخصيات حزب الأحرار الديمقراطيين. لم يعد بإمكان كريس هوهن الاستمرار في حمل حقيبة الطاقة والبيئة بعد أن وجه الادعاء البريطاني له ولزوجته السابقة تهمة تعطيل مسار العدالة.  القضية لها علاقة بمخالفة مرورية ارتكبت قبل  ما يقرب من ثمانية أعوام حينما كان السيد هوهن عضواً في البرلمان الأوروبي. كان يومها قد عاد لتوه من ستراسبورغ، وبينما كانت سيارته تنطلق باتجاه منزله في كلابام من مطار ستانسيد صادتها كاميرا الرادار وقد تجاوزت السرعة المسموح بها. في مثل هذه الحالة، تصل صاحب السيارة على عنوان منزله رسالة مرفق بها صورة للمخالفة، وسؤال عما إذا كان هو الذي يقود السيارة أم شخص آخر. 
ما كانت لتكون هناك قضية ولا ضجة ولا فضيحة لولا أن السيد هوهن طلق زوجته عام ٢٠١٠ رغبة في الارتباط بسكرتيرته السابقة بعدما نشأت بينهما علاقة غرامية.  
وانتقاماً من شريك حياتها السابق الذي زهد بها مؤثراً عليها امرأة أخرى، توجهت الطليقة بشكوى ادعت فيها أن زوجها هو الذي كان يقود السيارة قبل ثمانية أعوام وبأنها إنما وافقت على حمل العقوبة عنه في حينه حماية لسمعته ومنعاً لحرج كان يمكن أن يقع فيه. 
ما يتهم به السيد هوهن، يقوم به كثير من الناس، سراً. والحال أنك إذا كنت تحب شخصاً فإنك على استعداد لأن تخرجه من مأزق مادام الضرر لا يمس آخرين. كانت زوجته تحبه فأسعفته، أما اليوم فهي على استعداد لأن تذهب وراء القضبان انتقاماً لنفسها وكرامتها التي امتهنها، حسبما ترى. إذا أدين الوزير وزوجته بتهمة إعاقة العدالة فقد ينتهي بهما الأمر إلى أن يسجنا بضع سنين أو على الأقل بضع شهور. 

Saturday 28 January 2012

Advice to Islamist Politicians on Palestine/Israel

It is perfectly understandable that Islamists recently elected to rule in Tunisia, Morocco and Egypt or those that aspire to rule in other Arab and Muslim countries should focus on domestic problems and the immediate needs of their people. The Palestinian issue and the relations with Israel need not become obstacles to the efforts aimed at rebuilding state institutions that for many years rotted in corruption and despotism. Yet, if asked about Palestine or Israel, Islamists should not contradict what everyone knows to be their fundamental position on the issue. Anwar Ibrahim, a leading Malaysian Islamist, has recently been quoted by the Wall Street Journal as committing to support efforts aimed at securing Israel. This is utterly unworthy of an Islamic leader. http://online.wsj.com/article/SB10001424052970203363504577184631682335306.html

Having seen some of my other fellow Islamist leaders also fall into similar blackmail traps on the issue of Palestine/Israel, I would recommend to them all that when asked about the issue they should adhere to the following themes:

  1. Palestine is an Arab Islamic territory that was invaded by the Western powers who established therein a Zionist state with the aim of serving their colonial ends and resolving Europe's chronic Jewish problem. The Zionist project in Palestine is an aggression that is abhorred by all justice-loving people. 
  2. The problem in Palestine is not caused by a religious conflict between Muslims and Jews. For centuries the two religious communities lived in peace and harmony side by side. The conflict is with the Zionists who occupied Palestine, dispossessed its people and established a state that is hostile to the peoples of the region. 
  3. The Zionist regime is a racist (Apartheid) entity that poses a threat to the entire humanity. We aspire to see a Middle East in which the inhabitants of the region (Muslims, Christians, Jews and followers of other faiths) coexist peacefully and securely under a system of good governance that is based on sanctifying justice and human dignity. 
  4. As a matter of principle we are open to cooperation and communication with all nations including those of the Americas and Europe. However, we do not tolerate being blackmailed by certain parties here and there so as to bestow legitimacy on what is illegitimate in exchange for friendly relations.  
  5. As for the peace treaties concluded by some Arab regimes, such as Egypt and Jordan, with the Zionist state in Palestine, we believe that these treaties are unfair and illegitimate. These treaties were concluded by corrupt and undemocratic regimes against the will of their people. Therefore, we deem it appropriate that these treaties should be put to the referendum in order for the people in each one of these countries to decide what to do with them (amending or revoking them).  
  6. We do not accept the illegal siege imposed on the people of Palestine, both in the West Bank and the Gaza Strip. We shall spare no effort to bring such a siege to an end. 


رسالة إلى إخواني الإسلاميين سياسيين وإعلاميين


فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والكيان الصهيوني، أنصح الناطقين الإعلاميين والمسؤولين السياسيين الإسلاميين الذين يسألون عن هذا الأمر أن يحصروا تصريحاتهم في النقاط التالية:
١) فلسطين جزء من الأمة العربية والإسلامية احتل ظلماً وعدواناً وأقيمت فيه دولة صهيونية لتحقيق مآرب استعمارية غربية وهذا ظلم لا يمكن أن يقبل به إنسان محب للعدل
٢) مشكلتنا في فلسطين ليست مع اليهود كأتباع ديانة وإنما مع الصهاينة الذين احتلوا فلسطين وهجروا أهلها ويشكلون خطراً على الأمتين العربية والإسلامية
٣) الكيان الصهيوني كيان عنصري لا إنساني، يشكل تهديداً للبشرية جمعاء، ونحن نتطلع إلى منطقة عربية يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود وكافة أتباع الديانات الأخرى من أهل المنطقة في سلام واطمئنان في ظل نظام يقوم على العدل الكرامة الإنسانية
٤) ليس لدينا أي مانع في التعاون والتواصل مع أمم الأرض جميعاً بما فيها أمريكا وأوروبا الغربية ولكننا لا نقبل الابتزاز الذي يمارسه البعض من حين لآخر لانتزاع اعتراف منا بشرعية ما ليس مشروعاً
٥) فيما يتعلق باتفاقيات السلام التي وقعتها الأنظمة العربية في مصر والأردن مع الكيان الصهيوني فإنها من وجهة نظرنا معاهدات ظالمة وغير مشروعة أبرمتها أنظمة غير ديمقراطية رغماً عن شعوبها، ولذلك فإننا نوكل أمرها إلى الشعب الذي من حقه أن يستفتى عليها، تعديلاً أو ألغاء.
٦) نحن لا نقبل بالحصار غير المشروع المفروض على أهل فلسطين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ولن ندخر وسعاً في إنهائه