Friday, 3 February 2012

أيها الرجال، إياكم والنزوات واحذروا غضب النساء




استقال اليوم واحد من أهم وزراء حكومة الائتلاف البريطانية وأبرز شخصيات حزب الأحرار الديمقراطيين. لم يعد بإمكان كريس هوهن الاستمرار في حمل حقيبة الطاقة والبيئة بعد أن وجه الادعاء البريطاني له ولزوجته السابقة تهمة تعطيل مسار العدالة.  القضية لها علاقة بمخالفة مرورية ارتكبت قبل  ما يقرب من ثمانية أعوام حينما كان السيد هوهن عضواً في البرلمان الأوروبي. كان يومها قد عاد لتوه من ستراسبورغ، وبينما كانت سيارته تنطلق باتجاه منزله في كلابام من مطار ستانسيد صادتها كاميرا الرادار وقد تجاوزت السرعة المسموح بها. في مثل هذه الحالة، تصل صاحب السيارة على عنوان منزله رسالة مرفق بها صورة للمخالفة، وسؤال عما إذا كان هو الذي يقود السيارة أم شخص آخر. 
ما كانت لتكون هناك قضية ولا ضجة ولا فضيحة لولا أن السيد هوهن طلق زوجته عام ٢٠١٠ رغبة في الارتباط بسكرتيرته السابقة بعدما نشأت بينهما علاقة غرامية.  
وانتقاماً من شريك حياتها السابق الذي زهد بها مؤثراً عليها امرأة أخرى، توجهت الطليقة بشكوى ادعت فيها أن زوجها هو الذي كان يقود السيارة قبل ثمانية أعوام وبأنها إنما وافقت على حمل العقوبة عنه في حينه حماية لسمعته ومنعاً لحرج كان يمكن أن يقع فيه. 
ما يتهم به السيد هوهن، يقوم به كثير من الناس، سراً. والحال أنك إذا كنت تحب شخصاً فإنك على استعداد لأن تخرجه من مأزق مادام الضرر لا يمس آخرين. كانت زوجته تحبه فأسعفته، أما اليوم فهي على استعداد لأن تذهب وراء القضبان انتقاماً لنفسها وكرامتها التي امتهنها، حسبما ترى. إذا أدين الوزير وزوجته بتهمة إعاقة العدالة فقد ينتهي بهما الأمر إلى أن يسجنا بضع سنين أو على الأقل بضع شهور. 

No comments:

Post a Comment