Wednesday 22 February 2012

الأمن الوقائي الصهيوفلسطيني

الرسالة التالية كتبتها السيدة علا ادعيس زوجة المعتقل السياسي رائد الشرباتي في سجن الأمن الوقائي:

الحمد لله على كل حال ...
كان اليوم موعد محكمة زوجي رائد الشرباتي ...
وللاسف أحضر الى المحكمة في حالة متعبة ...
وأثناء المداولة وجهت له تهمة محددة ...
وهي توزيع كوبونات في العيد على أهالي الأسرى لدى الاحتلال ...
كنت أسمع ولا أصدق ما يدور ...
حقا ما سمعت ... المتهم يساعد أهالي الأسرى لدى الاحتلال... 
ونطقها المدعي العام وبكل صراحة لا حياء في ذلك ...
وقدم المحامي مجموعة وافرة من التقارير الطبية التي تصف حالة زوجي بوضوح ... وأن التهمة الموجه أليه هي سياسية بحته ...
وكأن القاضي لا يسمع ... 
ولم يسمح لزوجي بالحديث أو الدفاع عن نفسه ...
ومن ثم نطق بالتمديد له لأسبوع اخر قيد التحقيق ...
وقد أغمي على زوجي بعد الحكم وفقد الوعي ...
وقام بحمله رجال الأمن ...
وطالبت المدعيه بأخراجه كمن يأمر باخراج قطة من القاعة بكل برود واستهتار بمشاعرنا أمام هذا المشهد المرعب...
وقد تم نقل زوجي للمشفى ... 
ولم يسمح لنا برؤيته هناك ... 
وتلقينا لاحقا تطمينات بأنه بوضع افضل ...
وأحمل شخصيا جهاز الأمن الوقائي المسؤولية عن حياة زوجي وصحته...
ونحن لا نشعر مطلقا بالأطمئنان على صحته وحياته بعد ما حصل معه اليوم أمام أعيننا وأعين الناس ... 
وأقول للمدعيه التي لم تسمح لنا بالحديث معه بعد وقوعه بالمحكمة ...
وهي بررت ذلك بخوفها على مشاعر المريض من تأثيرنا !!!!
يا للعجب ... هل أصبحتم من يقرر تأثيرنا السلبي على زوجي فيما لو ساعدناه ...
قمة اللاأنسانية ...قمة الاستهتار بالبشر وآدميتهم ...:(((
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل ...

Friday 10 February 2012

بيان من كبار علماء سوريا



وقع عليه كل من:
شيخ القراء كريم راجح, سارية عبد الكريم رفاعي, محمد راتب النابلسي, محمد هشام البرهاني...

((رسالة مفتوحة من علماء الشام، معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)) 

بعد صمت ألجئنا إليه, وتريث وترقب على أمل أن يكون القادم أفضل, وبعد سعينا وبكل جهدنا لأجل حقن الدماء وعدم تأزيم الأمور بالنصح والتوجيه، وجدنا أننا ما نزال نبتعد عن الحل السديد باستمرار الحل الأمني وتصعيده عسكريا, حتى غدت معه سوريا التي كانت موئل الأمة العربية والإسلامية وملجأهما، تحترق وتلتهمها نيران بعض من أبنائها وهي تمضي الآن إلى المجهول...! 
لذلك فإننا معشر علماء الشام وأهل هذا الوطن السوري الحبيب, ومن واقع مسؤوليتنا والأمانة التي حملناها نعلن ما يلي: 
أولاً: نترحم على أرواح شهدائنا، ونعزي أهلهم، وندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للمعتقلين... 
ثانياً: نبرأ إلى الله تعالى من هذه الدماء التي تهراق على أرض محافظاتنا السورية، ونحذر من أثر ذلك على مستقبل الوطن ووحدته... 
ثالثاً: نطالب جيشنا العربي السوري _ ضباطاً ومجندين _ بعدم المشاركة في القتل، وقصف المدن، والأحياء، مهما كانت الأسباب والذرائع، فالقتل من أكبر الكبائر عند الله تعالى، ولا يحل في كل الشرائع والقوانين، ولا يحل الأمر به أو الاستجابة لمن يأمر به، بل إنه من أعان على قتل امرئ مسلم، ولو بشطر كلمة، لقي الله مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله...! 
رابعاً: نطالب بإتاحة المجال للإغاثة، والإسعاف، ومد يد العون لمن يحتاج، وعدم عرقلة ذلك...! 
خامساً: ندعو أهل سوريا جميعاً، إلى وجوب التلاحم والتكاتف والتراحم، وتقديم ما يستطيعونه من دواء وغذاء وكساء وإيواء، إلى إخوانهم وأهلهم المتضررين دون أن يحال بينهم وبين ذلك... 
سادساً: نستنكر أي فعل يستهدف به أي شخص على خلفية طائفية، وظننا بشعبنا العربي السوري، ومن خلال تاريخنا المشرق في التعايش المشترك، أنه لا يساق إلى فتنة، أو حرب أهلية... 
وإلا... فاليوم جيش وغداً لا جيش... واليوم حكم وغدا لا حكم... غير أن سورية هي المنتصرة، والعاقبة للشعب، ولهذا الوطن، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز... 
دمشق 16 ربيع الأول 1433 ه الموافق ل 8 شباط 


Wednesday 8 February 2012

What the Syrian people want is what matters


Some of our leftist friends, like many of us, welcomed the launch of the Arab Spring in Tunisia and Egypt and celebrated like us the downfall of Ben Ali and Mubarak. But Syria has proven to be  different. Although in essence the Syrian people have the same motivations as their brethren before them in Tunisia and Egypt, our friends on the left seem to judge revolutions not on the basis of what the people aspire to see but on where the oppressive regimes stood on 'U.S. imperialism' and the question of Palestine. Before the Arab Spring Syria was part of the resistance axis as opposed to the pro-American moderation axis. It did not matter then that the regime in Syria oppressed the people and persecuted critics. It did not matter that Bashar's father and other family members butchered thousands in the city of Hamas alone in the early 1980s. Many of us went along with this indifference because the people in Syria did not seem to mind. Yet, when the Arab Spring arrived at Syria's door and the people of Syria joined in the Arab quest for freedom and dignity, it did not matter anymore where the regime stood in regional or international political alliances. The people had spoken; the people had risen and the people had decided not to be content anymore with less than freedom. 
Many of the leftists (and Arab nationalists) justify their support for Bashar's regime in claiming that Syria is facing an imperialist conspiracy of some sort. As usual, Israel and the USA are given much of the credit. The US and European statements of sympathy and support for the revolution are cited as evidence of foreign intervention. In fact the only effective intervention in Syria today is that of Russia, Iran and China who are keeping Bashar's regime alive. It is true that the United States is responsible for atrocities in many parts of the world and so is France and so is Britain as former and present colonial powers. Yet, why should the Syria people be denied the right to rise against oppression simply because the U.S., France, Britain and other Western countries express 'verbal' support for such a right? What about war crimes perpetrated by Russia during the times of the Soviet Union and before and after? What about the political, cultural and religious oppression of so many nations within the territories controlled by imperialist Russia and imperialist China?  
The facts are there for all to see. Bashar's regime is perpetrating horrific war crimes in Homs and in other cities and villages across Syria. The evidence is well documented thanks to Syrian young men and women who risk their lives in order to relay the cries of help by their loved ones to the rest of the world. Yet, some of our friends on the left are so obsessed with conspiracy to the extent that the claims of the regime in Syria that it is the victim of foreign intervention sounds more credible to them than the images of brutality we see day and night on our TV screens. 
My friends on the left will soon be disappointed. The Syrian people will win and Bshar's regime will be no more. 




ما يطمع به المستعمرون وما يطمع به السوريون


‫أعجب لمن يستدل في موقفه المؤيد لنظام بشار بما كان يصدر عن الدول الاستعمارية - ولازال - من ممارسات بشعة. إذا كانت فرنسا وبريطانيا وأمريكا بشعة في التعامل مع شعوب المستعمرات، فهل هذا يبرر السكوت على بشاعة ما يرتكبه نظام بشار الأسد في سوريا؟ هل أصبح المقياس الوحيد عند بعض الناس أن كل من تتكلم في حقه أمريكا وأوروبا بخير فهو عميل وكل من ينكرون عليه أفاعيله فهو بطل همام؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ألا تصلكم أخبار المذابح في حمص؟ ألم يصلكم نبأ ما ارتكبه جند بشار بأبناء الشعب السوري المظلوم؟ أم أن البعض أسير تحالفات الماضي التي عفا عليها الزمن؟
‫أمريكا قاتلة أبناء العراق وأفغانستان وداعمة الكيان الصهيوني متعاطفة (لفظاً) مع الشعب السوري، وروسيا التي ذبحت أبناء الشيشان واضطهدت شعوب الإسلام واحتلت ديارهم دهوراً طويلة وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بشرعية الكيان الصهيوني تدعم نظام بشار وتمده بالسلاح وتحميه في المحافل الدولية. هل نحكم بمواقف أمريكا على الشعب السوري أم بمواقف روسيا؟ وأما الصين فحدث ولا حرج، فكم اضطهدت شعوباً فرض عليها بالنار والحديد أن تخضع لسلطان الحزب الشيوعي الصيني الأفسد في العالم.
 ‫الذين يتعاطفون مع نظام بشار يتكلمون عن تدخل خارجي. تعالوا نعمل جردة حساب لنرى من هي أكثر الأطراف الخارجية تدخلاً ولصالح من. أعدوا لنا قائمة بمواقف روسيا وإيران والصين وحزب الله في مقابل مواقف قطر والسعودية ودول الخليج الأخرى والأردن وتركيا والمنظومة الغربية بأسرها. أرجح أن حجم تدخل روسيا وإيران وحلفاء بشار الآخرين يفوق ملايين المرات أي تدخل آخر. ولا أعتبر الموقف المشرف للجزيرة تدخلاً، بل هو أقل الواجب حتى يسمع العالم صوت الأنين في أحياء حمص ودرعا وباقي أنحاء القطر السوري الجريح. روسيا وإيران هما المتدخلتان باطلاً، وهما الشريكان في الجرم. عليهم من الله ما يستحقون.

لم تخيب آمالنا حكومة تونس


ما كان بإمكان حكومة اختارها الشعب التونسي بإرادة حرة إلا أن تقف مع الشعب السوري في نضاله للتحرر من نظام القهر والظلم والفساد المهيمن على سوريا منذ عقود. 
لكم أستغرب من الذين ينتقدون الحكومة التونسية لطردها سفير بشار الأسد في تونس. لا تملك تونس من القدرات العسكرية ما يمكنها من النفير لنصرة أهل سوريا، وإلا لكان واجباً عليها أن تفعل، فلا أقل من تعبير رمزي عن السخط على هذا النظام الذي يقتل شعباً عربياً مسلماً يقول "ربي الله"، يستنجد منذ شهور بمن حوله فلا يسمع إلا صدى آناته وصرخاته. 
تراودني شكوك بأن الذين سخطوا في تونس على الحكومة لموقفها النبيل ذاك إنما فعلوا ذلك لأسباب لا تتعلق بسوريا بقدر ما تتعلق بحسد وحقد على منافسين لهم في السياسة. إنها في ظني الرغبة الجامحة لديهم للاصطياد في كل ماء عكر، لأن الغيظ يأكل قلوبهم لما نجمت عنه انتخابات تونس الحرة من فوز للإسلاميين وتقهقر لأصحاب الرايات المنسوجة في بلاد الإمبرياليتين الرأسمالية والشيوعية، وكلا الإمبرياليتين عدو لدود يتربص بعروبتنا وإسلامنا الدوائر. بعض هؤلاء الساخطين على تضامن حكومة تونس مع شعب سوريا كان يمني نفسه بالفوز بثقة الشعب، فخاب وخسر، والبعض منهم إنما هو من فلول النظام الفاسد البائد الذي ثار عليه الشعب التونسي فخلعه. 
وليت حال سوريا كحال تونس، ينخلع فيها النظام بيسر وسهولة ولا يراق في سبيل ذلك الكثير من الدماء. إلا أن سوريا لها وضع مختلف تماماً، ونظام الحكم فيها فئوي طائفي أنفق ثروات الأمة السورية خلال العقود الأربعة الماضية على تحصين نفسه بآلة أمنية وعسكرية باطشة لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة. كنا نتمنى بالطبع ألا تطلق رصاصة واحدة في ثورة الشعب السوري، بل كنا نتمنى في البداية أن ينصاع النظام لمطالب الشعب التي كانت محدودة ومتواضعة في الأيام الأولى، إلا أن النظام أشعلها حرباً على الناس وعلى الأخلاق وعلى المروءة وعلى كل مقدس وعزيز.  
تمنى الشعب السوري على إخوانه العرب والمسلمين من حوله أن يهبوا لنصرته فوجدهم مشغولين كل في همه، وتمنى على المجتمع الدولي أن يهب لوضع حد لسفك الدماء وانتهاك الحرمات إلا أنه وجد المجتمع الدولي يفاوض ويقايض، ووجد الأمم المتحدة أعجز من أن يرجى منها خير.  
والله الذي لا إله إلا هو، لا نعذر بقعودنا عن نصرة المظلومين، ولا أقل من أن يرى الشعب السوري بعض تضامن وتعاطف من الأقطار الشقيقة التي سبقته بالثورة؟ 
لم تخيب أملنا حكومة تونس، بل كانت على مستوى المسؤولية، ونأمل ألا تخيب آمالنا شعوب العرب من المحيط إلى الخليج في الإلحاح على حكوماتها، خاصة المنتخبة ديمقراطياً من قبلها، بأن تعمل ما في وسعها لنجدة المظلومين في الشام. 

Monday 6 February 2012

الحقيقة التي ليس لها من اسمها نصيب

 وصلني اليوم من أحد الأصدقاء سؤال عبر تويتر، نصه: أخ عزام هل صحيح ما نشرته "الحقيقة" عن مقابلة (لم تبث) أجرتها الحوار مع الشيخ راشد الغنوشي يقر فيها بتسلمه مبلغا كبيرا من قطر؟
أجبت صديقي: ولماذا لا ننشرها لو أجريناها معه؟ وأتمنى فعلاً أن يكون خبر تلقي الشيخ راشد دعماً من قطر صحيحاً، فدعم تونس الآن واجب.
عاد وسألني: هل اطلعت على الخبر "وكان الغنوشي اعترف في تسجيل مرئي لم يبث ، اطلعت عليه "الحقيقة" في مكاتب قناة "الحوار" الإسلامية في لندن".
رددت على صديقي: لم أطلع على الخبر، وأستغرب أن هذه الحقيقة اطلعت على التسجيل المرئي الذي لم أسمع به وأنا رئيس التحرير في القناة.
بحثت في النيت عن الخبر فوجدته منقولاً في بعض المواقع المناهضة لحركة النهضة وعدد من المواقع الكارهة للإسلاميين بشكل عام، وكل هذه المواقع تنسب القول لشيء اسمه الحقيقة، ولم أتمكن حتى لحظة كتابة هذا النص من إيجاد مصدر الخبر الأصلي، ولم أعثر على موقع "الحقيقة" الذي افترضت أن يكون الخبر منقولاً عنه.  
الخبر الخاص بالشيخ راشد الغنوشي عار عن الصحة، ولم يحصل بتاتاً أن أجرينا معه مقابلة ولم نبثها، ولم يحصل إطلاقاً أن صرح الشيخ راشد بمثل هذا الكلام الذي يقصد منه المفترون الإساءة إلى الشيخ وترسيخ فكرة أن دولة قطر تدير مؤامرة كبرى ضد الأمة العربية بالتعاون مع الصهاينة. هذا مع قناعتي بأن تلقي أموال من حكومات عربية أو إسلامية متعاطفة تمكن النظام الجديد في تونس من إعادة ترتيب أوضاع البلاد بعد تخلصها من نظام بن علي لا شيء فيه على الإطلاق، بل هو حق للمتلقي وواجب يشكر عليه المتبرع. ليس لدي أدنى شك بأن الذين يروجون لفكرة أن دولة قطر جزء من مؤامرة كبرى إنما يفعلون ذلك إما جهلاً وعجزاً عن تفسير الأحداث أو مكراً ولؤماً لأنهم ساءهم التحولات التي تجري في المنطقة العربية والتي تطيح بأنظمة الطغاة والمجرمين الواحد تلو الآخر، تلك الأحداث التي تميزت قطر عن غيرها بلعب دور إيجابي فيها منسجم مع تطلعات وآمال الشعوب المقهورة في عالمنا العربي. 
من الملفت أن هذا الخبر روج له المغرضون ضمن هجوم بشع على الشيخ راشد الغنوشي بعد زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بحجج مختلفة. لاشك أن من حق كل مراقب أن ينقد الشيخ راشد وإخوانه في تونس إذا اعتبرهم غير موفقين في رأي أو فعل أو اجتهاد ما، فهم ليسوا معصومين، لكن الذي لا ينبغي السكوت عنه، ناهيك عن التورط فيه، هو شن الحملات المحمومة للنيل من هذا الرجل المناضل ومن إخوانه في حركة النهضة وللتشكيك في عروبتهم وإسلامهم. ينبغي التنبه لمثل هذا المكر وتجنب الوقوع في حبائل آصحابه. 

تذكرت وأنا أبحث في النيت عن الموضوع المذكور أعلاه تقريراً مفترى كان أرسله لي صديق آخر قبل أسابيع، نقلاً عن "الحقيقة" أيضاً - ولا أدري إن كانت نفس الحقيقة أم غيرها - مفاده أن الحقيقة حصلت على معلومات من مصادرها بأن عزام التميمي أسس قناة سوريا الشعب بالتعاون مع المخابرات الأردنية، مع العلم أن المخابرات الأردنية كانت خلال الأسابيع الأولى لتأسيس القناة تمنع بعض الشخصيات السورية الإخوانية البارزة المقيمة في الأردن من المشاركة في برامج القناة بل وتهدد بطردهم إن شاركوا. 
المحزن في الموضوع أن كلمة "الحقيقة" تدنس بشكل بشع من قبل من لا ضمير لهم ولا مروءة ولا دين بهدف الترويج لأكاذيب وافتراءات، لو جاء نشرها من خلال موقع يتسمى بأي شيء آخر سوى الحقيقة لكانت المصيبة أخف. لا يخفى على ذي لب أن الكاذبين الملفقين إنما اختاروا اسم الحقيقة ظناً منهم أنه سيسهم في إقناع المتلقين بصدقية ما يفترون. 
ولذلك فإنني أحث مستخدمي التويتر والفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنيت أن يمحصوا قبل أن ينقلوا وأن يتحروا قبل أن ينسبوا، فكل غث وسمين يمكن بثه عبر الإنترنيت فينتشر بين الناس كانتشار النار في الهشيم، وأصحاب الأهواء لا يبالون بالكذب والافتراء لخدمة أهوائهم، فلا تقوى تردعهم ولا مروءة تمنعهم. 


Friday 3 February 2012

أيها الرجال، إياكم والنزوات واحذروا غضب النساء




استقال اليوم واحد من أهم وزراء حكومة الائتلاف البريطانية وأبرز شخصيات حزب الأحرار الديمقراطيين. لم يعد بإمكان كريس هوهن الاستمرار في حمل حقيبة الطاقة والبيئة بعد أن وجه الادعاء البريطاني له ولزوجته السابقة تهمة تعطيل مسار العدالة.  القضية لها علاقة بمخالفة مرورية ارتكبت قبل  ما يقرب من ثمانية أعوام حينما كان السيد هوهن عضواً في البرلمان الأوروبي. كان يومها قد عاد لتوه من ستراسبورغ، وبينما كانت سيارته تنطلق باتجاه منزله في كلابام من مطار ستانسيد صادتها كاميرا الرادار وقد تجاوزت السرعة المسموح بها. في مثل هذه الحالة، تصل صاحب السيارة على عنوان منزله رسالة مرفق بها صورة للمخالفة، وسؤال عما إذا كان هو الذي يقود السيارة أم شخص آخر. 
ما كانت لتكون هناك قضية ولا ضجة ولا فضيحة لولا أن السيد هوهن طلق زوجته عام ٢٠١٠ رغبة في الارتباط بسكرتيرته السابقة بعدما نشأت بينهما علاقة غرامية.  
وانتقاماً من شريك حياتها السابق الذي زهد بها مؤثراً عليها امرأة أخرى، توجهت الطليقة بشكوى ادعت فيها أن زوجها هو الذي كان يقود السيارة قبل ثمانية أعوام وبأنها إنما وافقت على حمل العقوبة عنه في حينه حماية لسمعته ومنعاً لحرج كان يمكن أن يقع فيه. 
ما يتهم به السيد هوهن، يقوم به كثير من الناس، سراً. والحال أنك إذا كنت تحب شخصاً فإنك على استعداد لأن تخرجه من مأزق مادام الضرر لا يمس آخرين. كانت زوجته تحبه فأسعفته، أما اليوم فهي على استعداد لأن تذهب وراء القضبان انتقاماً لنفسها وكرامتها التي امتهنها، حسبما ترى. إذا أدين الوزير وزوجته بتهمة إعاقة العدالة فقد ينتهي بهما الأمر إلى أن يسجنا بضع سنين أو على الأقل بضع شهور.