وقع عليه كل من:
شيخ القراء كريم راجح, سارية عبد الكريم رفاعي, محمد راتب النابلسي, محمد هشام البرهاني...
((رسالة مفتوحة من علماء الشام،
معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون))
بعد صمت ألجئنا إليه, وتريث وترقب على أمل أن يكون القادم أفضل, وبعد سعينا وبكل
جهدنا لأجل حقن الدماء وعدم تأزيم الأمور بالنصح والتوجيه، وجدنا أننا ما نزال
نبتعد عن الحل السديد باستمرار الحل الأمني وتصعيده عسكريا, حتى غدت معه سوريا
التي كانت موئل الأمة العربية والإسلامية وملجأهما، تحترق وتلتهمها نيران بعض من
أبنائها وهي تمضي الآن إلى المجهول...!
لذلك فإننا معشر علماء الشام وأهل هذا الوطن السوري الحبيب, ومن واقع مسؤوليتنا
والأمانة التي حملناها نعلن ما يلي:
أولاً: نترحم على أرواح شهدائنا، ونعزي أهلهم، وندعو الله أن يلهمهم الصبر
والسلوان، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للمعتقلين...
ثانياً: نبرأ إلى الله تعالى من هذه الدماء التي تهراق على أرض محافظاتنا السورية،
ونحذر من أثر ذلك على مستقبل الوطن ووحدته...
ثالثاً: نطالب جيشنا العربي السوري _ ضباطاً ومجندين _ بعدم المشاركة في القتل،
وقصف المدن، والأحياء، مهما كانت الأسباب والذرائع، فالقتل من أكبر الكبائر عند
الله تعالى، ولا يحل في كل الشرائع والقوانين، ولا يحل الأمر به أو الاستجابة لمن
يأمر به، بل إنه من أعان على قتل امرئ مسلم، ولو بشطر كلمة، لقي الله مكتوبا بين
عينيه: آيس من رحمة الله...!
رابعاً: نطالب بإتاحة المجال للإغاثة، والإسعاف، ومد يد العون لمن يحتاج، وعدم
عرقلة ذلك...!
خامساً: ندعو أهل سوريا جميعاً، إلى وجوب التلاحم والتكاتف والتراحم، وتقديم ما
يستطيعونه من دواء وغذاء وكساء وإيواء، إلى إخوانهم وأهلهم المتضررين دون أن يحال
بينهم وبين ذلك...
سادساً: نستنكر أي فعل يستهدف به أي شخص على خلفية طائفية، وظننا بشعبنا العربي
السوري، ومن خلال تاريخنا المشرق في التعايش المشترك، أنه لا يساق إلى فتنة، أو
حرب أهلية...
وإلا... فاليوم جيش وغداً لا جيش... واليوم حكم وغدا لا حكم... غير أن سورية هي
المنتصرة، والعاقبة للشعب، ولهذا الوطن، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي
عزيز...
دمشق 16 ربيع الأول 1433 ه الموافق ل 8 شباط
No comments:
Post a Comment