١) هذه أول مقابلة يعطيها مسؤول رفيع المستوى في حركة حماس لصحيفة يهودية واسعة الانتشار، وكأنه بذلك يقصد مخاطبة يهود أمريكا الذين تعتمد عليهم إسرائيل اعتماداً أساسياً في ضمان موقف مؤيد بشكل شبه مطلق من الساسة الأمريكان للكيان الصهيوني. وهي خطوة جريئة، ومحمودة، إذ أن حماس كانت مقصرة في إيصال وجهة نظرها للرأي العام المخاصم لها. فجزء من هذا الرأي العام يمكن التأثير عليه لو تمكنا من الوصول إليه، وعلينا أن نسعى.
٢) تعليقات الصحافة الإسرائيلية على المقابلة تركز على أن الدكتور موسى بدا أكثر تشدداً تجاه إسرائيل من خالد مشعل. إلا أن الصحفي الذي أجرى المقابلة واسمه Larry Cohler-Esses يقول إن الانطباع الذي تشكل عن تصريحات خالد مشعل بشأن الانتقال إلى المقاومة الشعبية السلمية كان انطباعاً خاطئاً ساهم فيه مراسل مجلة تايم الأمريكية Karl Vick الذي اجتزأ تصريحاً لخالد مشعل حول "المقاومة الشعبية السلمية" وذلك في مقال نشر لهذا المراسل يوم ٦ فبراير ٢٠١٢عن لقاء القاهرة الذي عقد في نوفمبر ٢٠١١ بين فتح وحماس. والذي حصل أن مراسل تايم حذف من تصريح مشعل عبارة تؤكد تمسك حماس بحقها في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة بما في ذلك المقاومة المسلحة.
٣) في هذه المقابلة يؤكد موسى أبو مرزوق أن حماس لا تعترف بإسرائيل ولذلك فإن أي اتفاقية تبرمها السلطة مع إسرائيل ستحولها حماس في حالة ما لو أصبحت هي الحكومة في الضفة والقطاع إلى هدنة، ويذكر أن موسى أبو مرزوق كان من أول المنظرين للهدنة عام ١٩٩٤. ومن الجيد أن تعود قضية الهدنة إلى السطح في خطاب حركة حماس لأنها الحد الأدنى المقبول في أي كلام عن العلاقة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني. والهدنة هي المعادلة التي يمكن بموجبها الحديث عن تسوية لا تتضمن الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني على أي جزء من فلسطين.
٤) يؤكد موسى أبو مرزوق على أن الموقف الرسمي لحركة حماس هو عدم استهداف المدنيين، ويرى أن من يعبر عن موقف غير هذا داخل حماس فهو يعبر عن موقف شخصي. ولاشك أن هذه القضية غير واضحة في خطاب حركة حماس الموجه للرأي العام العالمي رغم أن التصريح بذلك منسوب إلى أكثر من قيادي في الحركة.
٥) فيما يتعلق بالميثاق، يقول الدكتور موسى إن كثيراً من سياسات الحركة اليوم يعارضها الميثاق، ولذلك لا ينبغي الحكم على حماس من خلال الميثاق. ويؤكد بأن كثيرين داخل الحركة يطالبون بإعادة كتابة الميثاق. وأنا موقفي الشخصي أن الميثاق لم يفد حماس بشيء يذكر بل أضر بها كثيراً منذ صدر وكان ينبغي أن يستجمع قادة حماس الشجاعة لإعادة كتابته وتنقيته مما شابه من أخطاء سياسية وتاريخية ومنهجية.
٦) يؤكد الدكتور موسى بأن الخصومة ليست مع اليهود كأتباع ديانة أو كقوم، وإنما مع الذين اعتدوا علينا وشردونا من ديارنا. وهذه قضية تحدث فيها قياديو حماس مراراً وتكراراً، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، إلا أن ما ورد في الميثاق من كلام عن اليهود دون تمييز ومن استدلال ببروتوكولات حكماء صهيون كان ينتقص من صدقية التصريحات الصادرة عن حركة حماس بهذا الشأن.
٧) الصحفي الذي أجرى المقابلة لم ينشرها في صيغة س/ج وإنما في صيغة تقرير تضمنه بعض من السيرة الذاتية للدكتور موسى واستدلالات بآراء عدد من الخبراء وكذلك عدد من الإسرائيليين بشأن ما ورد في المقابلة من مواقف وتصريحات للدكتور موسى
٨) هذه الصحيفة هي أهم صحيفة يهودية أسبوعية في أمريكا وكانت قد صدرت لأول مرة بلغة الييديش (اللغة التي يتكلمها يهود أوروبا الشرقية) عام ١٨٩٧ وكان توجهها يسارياً وهدفها الدفاع عن العمال والاتحادات النقابية.
No comments:
Post a Comment