هناك سياسة متعمدة من قبل الأجهزة الأمنية المصرية لتعذيب الناس في معبر رفح المصري وإشعارهم بأنهم دون مستوى الكرامة والاحترام. وإلا، لماذا يمر الإنسان من مطار القاهرة خلال دقائق ولكن لا يمر من معبر رفح المصري قبل ساعات طويلة من الانتظار؟ رغم أن قافلتنا كانت مجازة وأسماؤنا وصور جوازاتنا موجودة لديهم مسبقاً، وحصل التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية، إلا أننا انتظرنا أربع ساعات في طريق العودة. أجهزة مبارك ما تزال هي التي تدير الأمور الأمنية في مصر. ولن تنهض مصر قبل أن تنظف أجهزتها من هذه الخمة.
السلطات المصرية تصر على إبقاء غزة في حالة احتلال، رغم أن غزة تحررت تماماً رغم الحصار المفروض عليها. وإلا لماذا تظل العملة الإسرائيلية هي العملة الرسمية المتداولة في قطاع غزة؟ لماذا لا يصبح الجنيه المصري هو المتداول؟ أليس مصر أحق بغزة من إسرائيل؟ تشكل غزة قوة شرائية هائلة يمكن أن يستفيد منها الاقتصاد المصري، إلا أن فلول نظام مبارك المتنفذة لا تفكر لا بمصلحة مصر ولا بمصلحة فلسطين. وعلى الإخوان المسلمين أن يضعوا ذلك نصب أعينهم. ليس المطلوب الآن شن حرب لتحرير حيفا ويافا واللد وصفد والقدس وبئر السبع وكل ما اغتصب من فلسطين، وإنما المطلوب على الأقل أن ترفع المعاناة عن أهل القطاع، ولن يكلف ذلك مصر شيئاً، بل سيعود عليها بفوائد جمة.
غزة بلاد جميلة، ولديها ساحل في غاية الروعة، وتربتها خصبة، وفرص الاستثمار فيها كبيرة جداً. وشعبها مبدع بكل ما تعنيه الكلمة. فأين أثرياء العرب والمسلمين؟ أهل غزة لا يريدون الصدقات، وإنما فرص العمل في مختلف ميادين الإنتاج. جامعات غزة ومعاهدها تخرج كل عام الآلاف من حملة المؤهلات العلمية والمهنية، ودول الخليج والجزيرة العربية بحاجة ماسة إلى أمثالهم، وكان ينبغي أن تكون لهم الأولوية في التوظيف، إلا أن الحصار، والقيود بمخلتف أنواعها، تحول دون الاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم. لماذا لا تنهي مصر الحصار من طرفها؟ ولماذا لا يتخذ قرار على مستوى جامعة الدول العربية ومؤتمر التعاون الإسلامي برفع القيود عن حركة البشر والأموال والبضائع في كلا الاتجاهين بين غزة ومصر؟ أم أن المقصود هو إعانة الإسرائيليين على إبقاء غزة في الأصفاد تحت حجج واهية، أوهى من بيوت العناكب؟