Sunday, 7 September 2014

نتائج حرب ٢٠١٤ على #غزة في لقاء صحفي


س. كيف تنظر إلى غزة بعد إنتهاء العدوان؟

عزام التميمي: شن الإسرائيليون على غزة ثلاثة حروب خلال السنوات الست الماضية. كان بين حرب ٢٠٠٨/٢٠٠٩ والحرب التي تلتها عام ٢٠١٢ ما يقرب من أربعة أعوام، وكان بين حرب ٢٠١٢ والحرب التي تلتها عام ٢٠١٤ أقل من عامين. إذن، لا يستبعد أن تصبح المسافة الزمنية بين الحرب الأخيرة والحرب التي ستليها أقصر، وخاصة طالما لم يغير الإسرائيلون أسلوب تفكيرهم وتعاملهم مع الفلسطينيين سواء في القطاع أو في الضفة الغربية، وطالما أن الأطراف العربية التي ساندتهم في الحرب الأخيرة سواء صراحة أو من وراء ستار ستظل على مواقفها. يمكن أن يكون تقلص المدة الزمنية بين كل حرب والتي تليها مؤشراً على اقترابنا من الحسم النهائي الذي سينهي هذا الجيب الاستعماري الغربي في قلب أمتنا، وذلك بالرغم من استمرار اختلال ميزان القوة لصالح الصهانية في المدى المنظور.

س. هل فشلت إسرائيل في عدوانها على غزة؟

عزام التميمي: يقاس الفشل والنجاح بما كان أعلن عنه من أهداف. فإذا كانت الأهداف الأساسية المعلنة للصهاينة هي: نزع سلاح المقاومة، وتدمير الأنفاق، ومنع إطلاق الصواريخ، يمكن استنتاج أن إسرائيل فشلت لأن أياً من هذه الأهداف لم يتحقق. الشيء الوحيد الذي نجحت فيه إسرائيل هو تدمير حياة مئات الآلاف من أهل غزة عقاباً لهم على احتضانهم للمقاومة. أما المقاومة فما تزال بخير حسبما بلغنا، ولم ينل الصهاينة إلا يسيراً جداً من قدراتها العسكرية في كافة المجالات.

س. ما السر وراء صمود غزة رغم الحصار المفروض عليها؟

عزام التميمي: صمود غزة يعزى لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها أن شعب غزة شعب مسلم مؤمن، ولديه زاد هائل من القدرة على التحمل بسبب احتسابه عند ربه. ومنها أن الحصار المفروض على القطاع منذ ما يقرب من ثمانية أعوام لم يبق لأهل غزة خياراً سوى الصمود في وجه العدو الذي ما فتئ يقتلهم قتلاً بطيئاً من خلال خنقه لهم. بمعنى آخر يشعر أهل غزة أنه لم يبق لهم الكثير ليخسروه، ولذلك يصرون على فك الحصار وإنهاء نظام العقوبات المفروض عليهم. أما السبب الثالث، فهو اختلال ميزان القوة المعنوية لصالح أهل غزة، الذين لدى أبنائهم وبناتهم إقبال على الموت في سبيل الله وفي سبيل الانعتاق من أغلال الحصار بينما جنود نتنياهو يهربون من الموت تمسكاً بالحياة. وأما السبب الآخر، فهو بلا شك إبداعات المقاومة في شتى وسائل الدفاع والهجوم، وتشمل هذه الإبداعات سلاح الأنفاق والصواريخ المطورة التي فاجأت العدو والصديق على حد سواء.

س. برأيك العدوان كان بالأساس يستهدف حماس أم الشعب الفلسطيني بأكمله؟

عزام التميمي: ما يعلنه الصهاينة وحلفاؤهم في المنطقة يدل على أن حماس هي المستهدفة أساساً. إلا أن استهداف الفصيل الأكبر والأهم في المقاومة هو بلا شك استهداف للشعب وللقضية.

س. الموقف العربي من العدوان، كيف تصفه؟

عزام التميمي: هناك في العالم العربي موقفان، موقف مؤيد للمقاومة متعاطف معها متحرق للانتصار لها. وهو موقف عامة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. ومن بين الأنظمة العربية قلة قليلة تجرأت على إعلان هذا الموقف وعلى رأسها قطر وتونس. وأما الموقف الآخر فهو موقف مخزي، يكاد يكون غير مسبوق في تاريخ صراعنا مع العدو الصهيوني، ألا وهو موقف الأنظمة الكارهة للإسلاميين، والتي دفعها حقدها إلى الدخول في تحالف مع الصهاينة ضد المقاومة في غزة. وقد فضح الصهاينة هذه الأنظمة فأعلنوا في وسائل إعلامهم وفي مراسلاتهم أنهم لولا هذا الدعم العربي لما فكروا أصلاً في شن الحرب الأخيرة على قطاع غزة. ويأتي على رأس هذه الأنظمة نظام الانقلابيين في مصر، الذي رغم عداوته لحماس وخنقه لقطاع غزة عبر إغلاق معبر رفح بعد تدمير كافة الأنفاق جلس في موضع الوسيط بين الصهاينة والمقاومة، ومارس كافة الضغوط لإنقاذ الصهاينة من خطر الانصياع لشروط المقاومة مقابل وقف إطلاق النار.

س. وفيما يتعلق بموقف السلطة الفلسطينية من العدوان الإسرائيلي؟

عزام التميمي: موقف السلطة الفلسطينية موقف بائس ومخز أيضاً. في البداية كان الموقف شامتاً، ثم بعد أن ندد بهم الشعب الفلسطيني وفضح أمرهم تحولوا إلى ركوب الموجة، وتمثلوا موقف المقاومة، ودخلوا في وفد المفاوضين. ثم بعد أن توقفت الحرب واحتفل الشعب بما اعتبره نصراً للمقاومة أكل الحقد قلوبهم فراحوا يلمزون ويشهرون وينتقصون. هؤلاء هم بعض صهاينة العرب لا خير فيهم.

س. كيف تقيم أداء الإعلام العربي خلال العدوان على غزة؟

عزام التميمي: الإعلام في بلاد العرب إعلامان، إعلام ممول من قبل الكارهين لنهضة العرب العاملين على إجهاضها بكافة السبل، ودوره في الحرب كما دوره في السلم دور مثبط مضلل. وهناك في المقابل إعلام حر أصيل مقاوم، ما من شك في أنه في حرب غزة مثلته وكانت رائدة له قناتا الجزيرة والأقصى، اللتان كانتا بحق مصدر الحقيقة والإلهام، ومبعث الأمل ورافعة الهمم. كنت طوال الحرب أتساءل"تصوروا لو أن هاتين القناتين لم تكونا موجودتين، من أين لنا أن نعرف ومن أين لنا أن نفهم، ومن أين لنا أن نأمل".

س. برايك ما تداعيات الحرب على مستقبل نتنياهو السياسي؟

عزام التميمي: في الإعلام الإسرائيلي كلام كثير عن نقد يوجه لنتنياهو من بعض الأوساط السياسية الصهيونية، ومطالبات له بأن يعتذر ويعترف بتقصيره بل وبأن يتنحى، إلا أن الرأي العام الإسرائيلي بمجمله كان مؤيداً لنتنياهو في حربه على غزة، ويصعب التكهن بمستقبله السياسي لأن حكومات الصهاينة تتشكل في الأغلب بموجب تحالفات وائتلافات لا علاقة لها بموقف المجتمع الصهيوني من الآخر بقدر ما لها من العلاقات بموقف مكوناته المختلفة من بعضها البعض.

س. بشأن تأثير هذا العدوان على المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية..كيف تصفه؟

عزام التميمي: استبشر كثير من الناس بما كان يعلن عن وحدة وطنية تمثلت في موقف موحد أثناء مفاوضات القاهرة لوقف إطلاق النار. إلا أن تصريحات محمود عباس ما بعد وقف إطلاق النار أصابت هؤلاء بخيبة أمل كبيرة. لم أكن متوقعاً خيراً من فريق أوسلو، ولذلك استغربت ما كان يعلن عن توافق في وجهات النظر ولم أفاجأ بعودة عباس إلى المناكفة واللمز والهمز. ومن أراد أن يستزيد فليقرأ نص المحضر المسرب عن لقاء بين عباس ومشعل تم في قطر بحضور أميرها.

س. نتنياهو نعت قطر وتركيا بدعم الإرهاب..كيف تعقب؟

عزام التميمي: كل من يدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة يعتبره نتنياهو إرهابياً، ومن ينعتهم نتنياهو بالإرهاب فطوبى لهم.

س. ما ررؤيتك لمستقبل حماس السياسي؟

عزام التميمي: المستقبل علمه عند ربي. ما يمكن أن أقوله إن ما أبلته كتائب القسام من مقاومة ومن صمود رفع أسهم حماس في كل مكان، داخل فلسطين وخارجها. وطالما ظلت حماس على العهد فإنها إلى خير بإذن الله.

س. هل تعتقد أن الفلسطينيين نجحوا في تشكيل رأي عالمي للتذكير بقضيتهم بعد أن تناست بفعل الصراعات العربي العربية؟

عزام التميمي: قضية فلسطين تحوز باستمرار على اهتمام واسع لدى الرأي العام العالمي، وقد شهدت الحرب الأخيرة صحوة عالمية، من أهم معالمها انكشاف المشروع الصهيوني أمام كثير ممن كانوا يتعاطفون معه بسبب عقدة الذنب تجاه الهولوكوست (المحرقة). أيقن كثير من الناس حول العالم أن ممارسات الصهاينة ضد الفلسطينيين لا تقل وحشية عن ممارسات النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية. على الفلسطينيين وأنصار القضية من العرب والمسلمين ومحبي العدل والسلام استثمار هذه الصحوة، والمضي قدماً في تعزيز القناعة لدى الرأي العام العالمي بأن الصهاينة هم المعتدون، وكذلك المضي قدماً في رفع قضايا ضد مجرمي الحرب الصهاينة حيث تسنى ذلك لهم.

س. لماذا يلعب نتنياهو على وتر ربط حماس بداعش ونعت المقاومة بالإرهاب؟

عزام التميمي: نتنياهو يائس بائس، يريد بكل الوسائل تبرير جرائمه وإقناع الرأي العام العالمي أنه إنما يحارب الإرهاب. ونظراً لما تشكل في وسائل الإعلام من صورة بشعة ومروعة لداعش وما ينسب إليها من ممارسات، لعله وجد من المناسب له أن يضع حماس وداعش في خانة واحدة. ولا أظن نتنياهو بذلك قادراً على إقناع كثير من الناس بما ادعاه. فحركة حماس تاريخها معروف، وهي حركة مقاومة تدفع عن شعبها الاحتلال والحصار، ولا تعادى إلا من اعتدى على الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، وتلتزم بأخلاقيات الإسلام والقوانين الإنسانية في إدارتها للمعركة مع العدو.

س. ما الذي يحتاجه الفلسطينيون في هذه المرحلة؟

عزام التميمي: يحتاج الفلسطينيون أولاً وقبل كل شيء إلى أن يلطف الله بهم وأن يجعل لهم من بعد كرب فرجاً ومن بعد عسر يسراً وأن يتم عليهم نصره، وأن يمدهم بجنوده التي لا يعلمها إلا هو. ثم بعد ذلك يحتاجون إلى أن يستلهموا من جولات الحروب الأخيرة أن الصهاينة لا أمل في التفاهم أو التعايش معهم، لأنهم يعتبرون مجرد وجود الفلسطيني تهديداً وجودياً لهم، بمعنى آخر يحتاجون لأن يعودوا إلى حقيقة أصل الصراع، ليعدوا أنفسهم لمعركة طويلة جولاتها سيتقارب الزمان فيما بينها وستزداد شراسة الواحدة بعد الأخرى. ويحتاجون لأن يلفظوا مسار أوسلو، ويستثمروا ثباتهم وصمودهم الأخير في التوحد خلف راية المقاومة، التي لا يجوز أن ترفع إلى جوارها راية. وأخيراً يحتاجون إلى صحوة عربية، تجدد الربيع العربي، وتسقط أنظمة الهوان والذل التي تواطأت مع العدو الصهيوني على أهلنا في غزة وعلى مقاومتنا الشريفة. ما من شك لدي في أن بإمكان أهلنا في الضفة والقطاع الثبات والصمود إلى ما لا نهاية، فذلك قدرهم، وهم يحتسبون ذلك عند الله، لكن تحرير فلسطين ودحر الصهاينة واستنقاذ بيت المقدس لن يتيسر طالما كان في الجوار صهاينة عرب يطعنوننا في الظهر ويعينون المحتل المعتدي علينا.

س. كيف ترى مستقبل إسرائيل؟


عزام التميمي: مستقبل إسرائيل كمستقبل كل مشروع استعماري استيطاني سبقه: إلى زوال بإذن الله. ولو أن الصهاينة لديهم بعد نظر وبعض حكمة لبدأوا بشد الرحال والعودة إلى الأماكن التي جاءوا منها. ويوم يقررون ذلك، فسوف نساعدهم ونيسر لهم السبل، مقتدين في ذلك بسنة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.  

Wednesday, 24 October 2012

قصة مزعجة قرأتها هذا الصباح في صحيفة "ميترو" اللندنية مفادها أن شاباً عربيا" مغتربا" في الثامنة والعشرين من عمره حكمت عليه محكمة سويدية بالسجن ثمانية عشر شهراً وبغرامة مقدارها 1200 جنيه استرليني وبالترحيل بعد انتهاء مدة حبسه وذلك لأنه، وباعترافه، سرق مواطناً وقع على سكة ميترو ستوكهولم وتركه ملقى إلى أن داهمه قطار ففقد على إثر ذلك إحدى قدميه. تصوروا لو أن هذا الشاب أنقذ المواطن السويدي بدلاً من أن يسرقه ويتركه ليدوسه القطار، كم كان عمله سيكون مقدراً وبطولياً مقارنة بما أقدم عليه من فعل خسيس. وتصوروا كم يسيء أمثال هؤلاء لصورة العرب والمسلمين في الغرب. ولكم أن تتصوروا دور مثل هذه المسالك المنحرفة في توفير مادة للعنصريين والكارهين للعروبة والإسلام في بلاد الغرب ليرتكزوا عليها في هجومهم علينا في وسائل الإعلام ومحافل الرأي وصناعة القرار 

Friday, 20 April 2012

انطباعات عن مقابلة الدكتور موسى مع صحيفة The Forward اليهودية الأمريكية الأسبوعية:



١) هذه أول مقابلة يعطيها مسؤول رفيع المستوى في حركة حماس لصحيفة يهودية واسعة الانتشار، وكأنه بذلك يقصد مخاطبة يهود أمريكا الذين تعتمد عليهم إسرائيل اعتماداً أساسياً في ضمان موقف مؤيد بشكل شبه مطلق من الساسة الأمريكان للكيان الصهيوني. وهي خطوة جريئة، ومحمودة، إذ أن حماس كانت مقصرة في إيصال وجهة نظرها للرأي العام المخاصم لها. فجزء من هذا الرأي العام يمكن التأثير عليه لو تمكنا من الوصول إليه، وعلينا أن نسعى. 

٢) تعليقات الصحافة الإسرائيلية على المقابلة تركز على أن الدكتور موسى بدا أكثر تشدداً تجاه إسرائيل من خالد مشعل. إلا أن الصحفي الذي أجرى المقابلة واسمه Larry Cohler-Esses يقول إن الانطباع الذي تشكل عن تصريحات خالد مشعل بشأن الانتقال إلى المقاومة الشعبية السلمية كان انطباعاً خاطئاً ساهم فيه مراسل مجلة تايم الأمريكية Karl Vick الذي اجتزأ تصريحاً لخالد مشعل حول "المقاومة الشعبية السلمية" وذلك في مقال نشر لهذا المراسل يوم ٦ فبراير ٢٠١٢عن لقاء القاهرة الذي عقد في نوفمبر ٢٠١١ بين فتح وحماس. والذي حصل أن مراسل تايم حذف من تصريح مشعل عبارة تؤكد تمسك حماس بحقها في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة بما في ذلك المقاومة المسلحة. 

٣) في هذه المقابلة يؤكد موسى أبو مرزوق أن حماس لا تعترف بإسرائيل ولذلك فإن أي اتفاقية تبرمها السلطة مع إسرائيل ستحولها حماس في حالة ما لو أصبحت هي الحكومة في الضفة والقطاع إلى هدنة، ويذكر أن موسى أبو مرزوق كان من أول المنظرين للهدنة عام ١٩٩٤. ومن الجيد أن تعود قضية الهدنة إلى السطح في خطاب حركة حماس لأنها الحد الأدنى المقبول في أي كلام عن العلاقة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني. والهدنة هي المعادلة التي يمكن بموجبها الحديث عن تسوية لا تتضمن الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني على أي جزء من فلسطين. 

٤) يؤكد موسى أبو مرزوق على أن الموقف الرسمي لحركة حماس هو عدم استهداف المدنيين، ويرى أن من يعبر عن موقف غير هذا داخل حماس فهو يعبر عن موقف شخصي. ولاشك أن هذه القضية غير واضحة في خطاب حركة حماس الموجه للرأي العام العالمي رغم أن التصريح بذلك منسوب إلى أكثر من قيادي في الحركة. 

٥) فيما يتعلق بالميثاق، يقول الدكتور موسى إن كثيراً من سياسات الحركة اليوم يعارضها الميثاق، ولذلك لا ينبغي الحكم على حماس من خلال الميثاق. ويؤكد بأن كثيرين داخل الحركة يطالبون بإعادة كتابة الميثاق. وأنا موقفي الشخصي أن الميثاق لم يفد حماس بشيء يذكر بل أضر بها كثيراً منذ صدر وكان ينبغي أن يستجمع قادة حماس الشجاعة لإعادة كتابته وتنقيته مما شابه من أخطاء سياسية وتاريخية ومنهجية. 

٦) يؤكد الدكتور موسى بأن الخصومة ليست مع اليهود كأتباع ديانة أو كقوم، وإنما مع الذين اعتدوا علينا وشردونا من ديارنا. وهذه قضية تحدث فيها قياديو حماس مراراً وتكراراً، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، إلا أن ما ورد في الميثاق من كلام عن اليهود دون تمييز ومن استدلال ببروتوكولات حكماء صهيون كان ينتقص من صدقية التصريحات الصادرة عن حركة حماس بهذا الشأن. 

٧) الصحفي الذي أجرى المقابلة لم ينشرها في صيغة س/ج وإنما في صيغة تقرير تضمنه بعض من السيرة الذاتية للدكتور موسى واستدلالات بآراء عدد من الخبراء وكذلك عدد من الإسرائيليين بشأن ما ورد في المقابلة من مواقف وتصريحات للدكتور موسى

٨) هذه الصحيفة هي أهم صحيفة يهودية أسبوعية في أمريكا وكانت قد صدرت لأول مرة بلغة الييديش (اللغة التي يتكلمها يهود أوروبا الشرقية) عام ١٨٩٧ وكان توجهها يسارياً وهدفها الدفاع عن العمال والاتحادات النقابية. 

Wednesday, 11 April 2012

ما بعد إعلان الدوحة بين حماس وعباس



توسط القطريون مشكورين بين فتح وحماس بهدف تسريع إجراءات المصالحة. وقد تمخضت هذه الوساطة عن إعلان الدوحة، الذي وافق بموجبه الأخ خالد مشعل على أن يشكل محمود عباس حكومة انتقالية تمهد للانتخابات. إلا أن هذا الاتفاق قوبل من أوساط حركة حماس في غزة والضفة وفي المهجر بامتعاض واستياء شديدين، وعبر عدد غير قليل من رموز الحركة ونشطائها عن رفضهم له، مما ولد أزمة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحركة منذ نشأتها، كان من الممكن أن تكون لها تداعيات خطيرة لولا مسارعة القادة إلى لملمة الموضوع وإيقاف الجدل حوله في وسائل الإعلام وفي المنتديات العامة، رغم استمراره في داخل أوساط الحركة في الداخل والخارج. 

لعل أكثر ما أزعج أوساط حماس في هذا الاتفاق أنه جاء مفاجئاً لهم، ولم يسبقه، كما جرت العادة، مشاورات بين الإخوة في المواقع القيادية. بل اجتهد فيه الأخ خالد مشعل ما ظن أنه من صلاحياته كرئيس للمكتب السياسي في ظرف قدر فيه أن مثل هذا الإجراء يخدم الصالح العام. كما أزعجهم أنه يأتي في وقت ما كان ينبغي من وجهة نظرهم أن تبادر حماس إلى إنتشال محمود عباس في زمن الربيع العربي من مأزقه الناجم عن فقدانه بعض أهم حلفائه إثر تساقط رموز عهود الظلم والاستبداد والعمالة في تونس ومصر. يرى المعارضون لإعلان الدوحة داخل حماس بأن الاتفاق بين مشعل وعباس يكرس عباس زعيماً للفلسطينيين وهو لا يستحق ذلك، ويجمع له كافة الصلاحيات والرئاسات محولاً إياه إلى حاكم مطلق، بينما لا تحصل حماس على أي ضمانة بتخفيف الحصار عنها سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. 

إلا أنه حفاظاً على وحدة الحركة، وللحيلولة دون أن يتحول الخلاف حول هذا الموضوع إلى شقاق وانشقاق، فقد آثر الإخوة في حماس الخروج على الرأي العام بتوافق على إقرار ما اجتهده الأخ خالد مشعل، آملين أن يتمكنوا من تحسين مواصفات الاتفاق بينه وبين محمود عباس. ولعل هذا ما جعل عباس ومن حوله من بطانة يوجهون أصابع الاتهام إلى حماس بأنها استنكفت وتراجعت عما تعهد به رئيسها. 

في المقابل، هناك شعور داخل حماس بأن عباس غير جاد، وبأنه إنما يستغل ظروف حماس لتحسين ظروفه  الدولية والإقليمية، وبشكل خاص لإقناع الإسرائيليين وحلفائهم بأنه يحقق نجاحاً في احتواء حماس لصالح عملية السلام. 

كما يرى عدد غير قليل من منتسبي حماس في غزة والضفة الغربية وفي الخارج بأنه يستحيل إحسان الظن بالسلطة وبرئيسها قبل انفراج الأوضاع في الضفة الغربية وتخفيف الحصار عن قطاع غزة. ولدى قادة حماس في غزة قناعة راسخة بأن الحصار على غزة إنما يشدده المصريون بطلب من عباس، بحجة أن جماعة غزة متطرفون وبأنه لابد من الضغط عليهم ليقبلوا بما قبل به خالد مشعل. ولعل مما عزز هذه القناعة تسرب معلومات بأن عباس في لقاءاته مع بعض المسؤولين العرب والأجانب بات يتحدث عن تيارين في حماس، تيار معتدل بقيادة مشعل ينبغي أن يعزز ويساعد، وتيار متطرف بقيادة جماعة غزة ينبغي أن يشدد عليه الحصار حتى يستجيب ويعتدل.  

ومع ذلك، فإن قادة حماس في الداخل والخارج، وحرصاً منهم على ألا يكونوا هم العائق أمام مصالحة فلسطينية تعود بالنفع على الفلسطينيين عامة وتدفع بقضيتهم إلى الأمام، لم يفتآوا يعلنون التزامهم بالتوجه نحو المصالحة، إلا أنهم يرون أنها يستحيل أن تتحقق المصالحة على أرض الواقع ما لم تقدم السلطة في رام الله على اتخاذ خطوت محددة لإبداء حسن النية تجاه حماس. ومما تسمعه من قادة حماس في اللقاءات الخاصة مجموعة من المطالب، لا تغادر بمجملها الخطوات التالية:

١) إطلاق سراح معتقلي حماس عند سلطة رام الله، وهم الذين لم يعتقلوا إلا لانتمائهم الحركي، فهم معتقلون سياسيون. 

٢) وقف الاستدعاءات، وهي إجراءات معيقة ومزعجة، تنال من قدرة المستدعى للتحقيق على إنجاز أي عمل سواء كان طالب دراسة أو موظفاً أو تاجراً أو  يشغل غير ذلك من المهن. والاستدعاء يقصد منه التعطيل، لأن المستدعى يطلب منه الانتظار في مركز الاستدعاء طيلة النهار، لا يدري ما الذي سيحصل معه، ثم في نهاية اليوم يصرف، ويقال له لا حاجة لنا بك اليوم، وقد يتكرر استدعاؤه مرات ومرات للضغط عليه وإلجائه إلى القيام بعمل ما أو التوقف عن نشاط ما. وقد يتكبد بسبب الاستدعاء في يومه ذاك خسارة كبيرة، كأن يفوته اختبار، أو انعقاد جلسة في محكمة، أو موعد في عيادة، أو غير ذلك من الالتزامات. 

٣) رفع اليد عن مؤسسات المجتمع المدني التي يقوم عليها أشخاص منتسبون لحماس أو متعاطفون معها. فقد سلكت سلطة رام الله استراتيجية تجفيف الينابيع التي كان ينهجها نظام بن علي في تونس من خلال تعطيل عمل عدد كبير من مؤسسات الخدمة الاجتماعية والثقافية، وكذا الجمعيات النسوية، والمراكز الدعوية. 

٤) التوقف عن فصل الناس من العمل في المؤسسات الرسمية بسبب انتسابهم الحركي أو انتمائهم الفكري. وقد ذهب ضحية هذه السياسة المئات من المتعاطفين مع حماس أو المنتسبين إليها. 

٥) التراجع والتوقف تماماً عن سياسة المسح الأمني، التي تعني مطالبة كل صاحب مصلحة بأن يحصل على شهادة حسن سلوك من الأجهزة الأمنية وإلا فإن مصلحته تعطل، مثل السفر أو التوظيف أو الدراسة. والأجهزة الأمنية تمتنع في العادة عن منح مثل هذه الشهادة لكل من يشك في دعمه أو تعاطفه أو انتسابه لحركة حماس. 

٦) التوقف عن مطالبة السلطة في مصر بتضييق الخناق على قطاع غزة، فأزمة الوقود الأخيرة كان لعباس وسلطة رام الله دور أساسي فيها بهدف الضغط على حكومة حماس لإبداء مرونة وإعطاء تنازلات. 

٧) التوقف عن التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، إذ كيف يعقل أن تكون مصالحة وتفاهم، بينما أجهزة السلطة الأمنية في رام الله تمد الإسرائيليين بالمعلومات أولاً بأول وتساعدهم في ملاحقة النشطاء واعتقالهم. بل إن التنسيق الأمني يصل في كثير من الأوقات إلى تبادل الأدوار مع الإسرائيليين في التضيق على نشطاء وأنصار حماس في الضفة الغربية. 

Thursday, 5 April 2012

الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري



خلاصة ما قلته اليوم في كلمتي في المؤتمر الصحفي حول انطلاقة الحملة العالمية لنصرة الشعب السوري، وكانت نزولاً عند رغبة المنظمين للمؤتمر باللغة الإنجليزية:

تأتي هذه الحملة بهدف توعية الرأي العام العالمي ليس فقط بما يجري يومياً من بطش داخل سوريا وإنما أيضاً بجذور هذا الصراع الذي تدور رحاه في أرجاء الوطن السوري. وذلك أن آلة جبارة من الإعلام المعادي للشعب السوري وثورته، تدعمها الدول الحليفة لنظام بشار وعلى رأسها إيران وروسيا، تسعى إلى تصوير ما يجري على أنه مؤامرة خارجية على نظام وطني ثوري، بينما الحقيقة هي أن الأحداث بدأت حينما رد النظام ببطش لا مثيل له على مطالبات سلمية وعفوية وطبيعية باحترام حق الإنسان السوري في العيش بكرامة. فكما أن أهل تونس كان من حقهم أن يثوروا من أجل كرامتهم وحريتهم، وكذا أهل مصر واليمن وليبيا، فإن من حق الشعب السوري أن يثور في وجه الظلم والطغيان

وأنهيت مداخلتي بالإشارة إلى أن الحملات العالمية المؤيدة لقضايا العدل والحرية تساهم في تغيير المواقف، وتشكل عوامل ضغط على صناع القرار الذين لهم في العادة حساباتهم الخاصة ضمن معادلة المكاسب والمخاسر. فمع يقيني بأن دوائر صنع القرار في العالم الغربي متعاطفة مع الشعب في سوريا إلا أن شللاً يطغى على مستوى المبادرة. ولعل الحملة العالمية تسهم في الضغط باتجاه قرارات دولية جريئة ترجح الكفة لصالح الشعب السوري

Tuesday, 20 March 2012

زيارة غزة: ملاحظات وانطباعات

هناك سياسة متعمدة من قبل الأجهزة الأمنية المصرية لتعذيب الناس في معبر رفح المصري وإشعارهم بأنهم دون مستوى الكرامة والاحترام. وإلا، لماذا يمر الإنسان من مطار القاهرة خلال دقائق ولكن لا يمر من معبر رفح المصري قبل ساعات طويلة من الانتظار؟ رغم أن قافلتنا كانت مجازة وأسماؤنا وصور جوازاتنا موجودة لديهم مسبقاً، وحصل التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية، إلا أننا انتظرنا أربع ساعات في طريق العودة. أجهزة مبارك ما تزال هي التي تدير الأمور الأمنية في مصر. ولن تنهض مصر قبل أن تنظف أجهزتها من هذه الخمة.

 السلطات المصرية تصر على إبقاء غزة في حالة احتلال، رغم أن غزة تحررت تماماً رغم الحصار المفروض عليها. وإلا لماذا تظل العملة الإسرائيلية هي العملة الرسمية المتداولة في قطاع غزة؟ لماذا لا يصبح الجنيه المصري هو المتداول؟ أليس مصر أحق بغزة من إسرائيل؟ تشكل غزة قوة شرائية هائلة يمكن أن يستفيد منها الاقتصاد المصري، إلا أن فلول نظام مبارك المتنفذة لا تفكر لا بمصلحة مصر ولا بمصلحة فلسطين. وعلى الإخوان المسلمين أن يضعوا ذلك نصب أعينهم. ليس المطلوب الآن شن حرب لتحرير حيفا ويافا واللد وصفد والقدس وبئر السبع وكل ما اغتصب من فلسطين، وإنما المطلوب على الأقل أن ترفع المعاناة عن أهل القطاع، ولن يكلف ذلك مصر شيئاً، بل سيعود عليها بفوائد جمة.

غزة بلاد جميلة، ولديها ساحل في غاية الروعة، وتربتها خصبة، وفرص الاستثمار فيها كبيرة جداً. وشعبها مبدع بكل ما تعنيه الكلمة. فأين أثرياء العرب والمسلمين؟ أهل غزة لا يريدون الصدقات، وإنما فرص العمل في مختلف ميادين الإنتاج. جامعات غزة ومعاهدها تخرج كل عام الآلاف من حملة المؤهلات العلمية والمهنية، ودول الخليج والجزيرة العربية بحاجة ماسة إلى أمثالهم، وكان ينبغي أن تكون لهم الأولوية في التوظيف، إلا أن الحصار، والقيود بمخلتف أنواعها، تحول دون الاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم. لماذا لا تنهي مصر الحصار من طرفها؟ ولماذا لا يتخذ قرار على مستوى جامعة الدول العربية ومؤتمر التعاون الإسلامي برفع القيود عن حركة البشر والأموال والبضائع في كلا الاتجاهين بين غزة ومصر؟ أم أن المقصود هو إعانة الإسرائيليين على إبقاء غزة في الأصفاد تحت حجج واهية، أوهى من بيوت العناكب؟



Why Reconciliation stands no chance?

A Fatah official was quoted yesterday by the world media as claiming he had information that Iran paid Hamas in order for the latter to undermine reconciliation efforts. In fact, the failure of Palestinian reconciliation has nothing to do with Iran or with the sources of Hamas funding. Nothing Fatah or the Ramallah based PNA do is conducive to national reconciliation between Hamas and Fatah. Consider for example the following:
1) There is a huge fifth column inside the Gaza Strip created and maintained by Fatah and the Ramallah based PNA. The primary function of this column, in exchange for being paid good salaries from donor countries funding, is to stay away from work and engage in a psychological warfare against Hamas and its Gaza authority.
2) The fuel and electricity crisis in Gaza is the outcome of two main actions taken by Abbas and his U.S.-appointed prime minister Salam Fayyad:
a- Fayyad persuaded the European Union to stop paying Israel for fuel supplies to the Gaza power plant claiming that this was the responsibility of his government who should be paid instead to do the job. The Europeans diverted the money to Ramallah. As a consequence Israel stopped the supplies insisting it would only resume them once Hamas paid for them.
b - Mahmud Abbas recently visited Cairo and agreed with Tantawi, the head of Egypt's military council, to stop power and fuel supplies to Gaza as a means of pressuring Hamas in Gaza to stop hindering reconciliation efforts and pursue measures allegedly agreed upon earlier in Cairo and Doha.
3) The Ramallah run Preventive Force in the West Bank is continuing security cooperation and coordination with the Israelis. The main aim is to prevent Hamas from ever resurfacing in the West Bank. To date, Hamas activists and sympathisers continue to be hunted and detained by both Abbas-Fayyad security apparatus in the West Bank and Israel's security agencies whose job has been made so easy thanks to the collaboration of the PNA in Ramallah and Fatah in the West Bank.